لم يتمكن، إلى غاية مساء أمس، أهل وأقارب الشاب الفقيد محمد مرّاح من الحصول على الترخيص بنقل الجثمان ودفنه بالجزائر، حسب خاله جمال المقيم ببلدية بني سليمان شرقي المدية، الذي أبدى استغرابه في اتصال مع ''الخبر'' من عدم تحرك القنصلية الجزائرية بمدينة تولوز بفرنسا خلال الأيام الماضية من أجل تسهيل نقل جثمان ابن أخته، مضيفا أن جمعية ''المعراج'' المكلفة بنقل جثامين الجزائريين المتوفين بفرنسا قد قامت بكل الإجراءات الإدارية اللازمة تجاه القنصلية، إلا أن هذه الأخيرة لم تكلف نفسها حتى الرد على طلب الجمعية بعد انقضاء الأربع والعشرين ساعة على إيداع الملف والطلب، ما يفيد بأن هناك جهات تعرقل وصول جثمان الفقيد محمد، وهو ما اعتبره محدثنا بالحفرة تجاه عائلة الفقيد التي وجدت نفسها إلى غاية اللحظة غير قادرة حتى على دفن ابنها في أرض وطنه وأجداده، حسب رغبة والده المقيم بولاية تيارت الذي اتفق معه على أن يتم دفن محمد بجوار جده بمقبرة سيدي يحيى بمنطقة بزاز ببلدية السوافي، حيث يقيم أحد أعمامه، مضيفا أنه تنقل أمس إلى بلدية السوافي من أجل الحصول على الترخيص بالدفن، إلا أنه عاد بخفي حنين لأن مصالح بلدية السوافي لا تملك الصلاحية بمنح الترخيص بالدفن، لأن القوانين، حسب رئيس البلدية، في تصريح ل''الخبر'' في هذا الإطار، واضحة ونص عليها المرسوم الرئاسي رقم 75 /152 الصادر بتاريخ 15 /1975 12 في الفقرة الثانية من المادة رقم 02، والتي تفيد أن منح رخصة دفن الجزائريين المقيمين خارج الوطن من اختصاص وزارة الداخلية. وأضاف رئيس البلدية أنه على أتم الاستعداد لمنح ترخيص بالدفن لعائلة الفقيد في حالة ما إذا وافقت السلطات. ورغم الحسرة التي بدت في حديث جمال معنا، إلا أنه يأمل كثيرا في تدخل السلطات العليا في البلاد من أجل نقل جثمان محمد إلى أرض الوطن ولمّ شمل العائلة ببيته العائلي الكائن ببني سليمان الذي سيكون بيت عزاء للفقيد محمد، الذي حتى وإن عاش غريبا عن وطنه، فمن حقه اليوم أن يكون له ولو شبر على هذه الأرض حتى يدفن فيه.