في الوقت الذي تتحدث فيه وسائل الإعلام الفرنسية عن دفن جثمان محمد مراح في الجزائر نهار اليوم ووصول جثمانه بعد الظهر إلى العاصمة، تؤكد مصادر مطلعة أن “الجزائر رفضت منح الترخيص لنقل جثمان المعني ودفنه في الجزائر وبالتالي سوف لن يدفن في الجزائر”. وذكر مصدر رسمي جزائري أمس أن “الجزائر لم ترخص بعد لعائلة مراح لنقل جثمانه إلى الجزائر ودفنه في مسقط رأسه” مثلما يتحدث عنه الإعلام الفرنسي رغم أن مدعي الجمهورية الفرنسية في تولوز وقع أمس الإذن بدفن محمد مراح، منفذ اعتداءات تولوز ومونتوبان وسلم إلى عائلته التي تقدمت بطلب إلى قنصلية الجزائر من أجل نقل جثته. وأعلن عبد الله زكري، مستشار المسؤول عن المسجد الكبير في باريس ورئيس مرصد الأعمال المناهضة للإسلام، أن القنصلية “ستنتظر الآن رد البلدية حيث يوجد المدفن الذي اختارته العائلة” لتدفن فيه محمد مراح. وقال المسؤول الديني إنه “إذا وصل الجواب الأربعاء، فإن الدفن سيتم نهار اليوم الخميس في بلدة السواقي في ولاية المدية التي ينحدر منها والد محمد مراح”؛ حيث تابع عبد الله زكري قائلا “اختارت العائلة شركة الإسراء والمعراج ومقرها في تولوز لنقل الجثة إلى الجزائر”. وقال مصدر من عائلة مراح، رفض الكشف عن هويّته، أن جثة محمد ستنقل إلى مطار تولوز نهار اليوم الخميس زوالا ويصل العاصمة الجزائر في الثانية زوالا، وسيرافق الجثة والدته وإحدى أختيه. وأضاف نفس المصدر أن محمد سيغسّل طبقا لتعاليم الإسلام قبل أن ينقل الى الجزائر، ثم يُنقل الجثمان إلى مثواه الأخير في بلدية السواقي ولاية المدية، حيث سيدفن في مقبرة يرقد فيها أجداده. وأوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية السواقي أن كل الظروف باتت مهيأة لضمان دفن محمد. وجدير بالذكر أن والد محمد أكد على دفن ابنه في الجزائر، وأوضح أن محمد يحمل الجنسية الجزائرية أيضا. وكانت العائلة منقسمة بشأن مكان الدفن، حيث أن أحد أشقاء محمد مراح كان يرغب في أن يتم دفنه في فرنسا ليتم في الأخير اختيار الجزائر احتراما خصوصا لرغبة الوالدة الحريصة على تفادي تعرض القبر للتدنيس. وكان محمد مراح قد قتل في 11 و15 و19 مارس سبعة أشخاص هم ثلاثة مظليين وثلاثة تلاميذ ومدرس تعليم الدين اليهودي في تولوز ومونتوبان قبل أن تحاصر شقته قوات التدخل السريع ويرمي بنفسه من الطابق الثاني ليلقى حتفه.