سيطر مقاتلو ''حركة تحرير الأزواد'' على مدينة كيدال، أهم مدن شمال مالي، في حين باشروا عملية محاصرة مدينتي تمبكتو وغاو، والمدن الثلاث هي أهم معاقل التوارف في البلاد. قال الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد إن مقاتليهم تمكنوا من السيطرة التامة على ولاية كيدال، مضيفا بأن الوالي رفقة ضابط عسكري من إحدى دول الجوار اجتمعوا بمنزل انتالا أغ الطاهر، الزعيم التقليدي لقبائل الإفوغاس الترفية، ويتجه اهتمام مقاتلي الحركة نحو تمبكتو وغاو، أكبر مدينتين في الشمال المالي رفقة كيدال، ما يعني الاقتراب من تطويق ما يسمى بحدود ''دولة التوارف''. ونشرت الحركة، في حدود منتصف نهار أمس، برقية على موقعها الإلكتروني جاء فيها ''الآن في هذه اللحظات يرفرف العلم الأزوادي في كافة أنحاء مدينة كيدال، بعد تحريرها بالكامل من جيش الاحتلال المالي الغاشم''. كما أعلنت حركة ''أنصار الدين'' التي ترافع لتطبيق الشريعة الإسلامية، ويقودها إياد غالي أنها تمكنت من الدخول إلى وسط كيدال، وأسرت عددا من الجنود الماليين الذين كانوا يتحصنون داخلها. وكان المقاتلون التوارف قد حاصروا مدينة تمبكتو التاريخية منذ حوالي أسبوع، حيث دخلوا في مفاوضات مع وجهاء عرب المدينة، أعطوهم خلالها مهلة ثلاثة أيام من أجل تقرير مصير المدينة، وبعد ذلك مددوا لهم بيومين آخرين من أجل إجلاء النساء والأطفال والمسنين في تحضير لعملية اقتحام المدينة، وانتهت المهلة رسميا يوم أمس، ويتوقع أن تشهد المدينة اقتتالا داميا، بوجود أنباء عن تحصن ميليشيات مسلحة داخلها ، إضافة إلى وحدات من الجيش المالي المجهزة بطائرات حربية تقوم بين الفينة والأخرى بطلعات جوية على أطراف المدينة. ونقلت مواقع تتابع الشأن في مالي أن تجار مدينة غاو أغلقوا محلاتهم بشكل كامل في المدينة، بعد وصول أنباء سقوط كيدال، وتوجهت أعداد كبيرة من سكان المدينة في اتجاه الضفة الأخرى، هربا من أي اشتباكات محتملة بين الجيش المالي وبعض الميليشيات المحلية من جهة والمقاتلين التوارف من جهة أخرى.