أكد مسؤول عسكري من الحركة الوطنية لتحرير أزواد بأن المتمردين التوارق تمكنوا من تحرير الرقعة الأرضية الأزوادية من الجيش المالي ماعدا ثلاث مدن رئيسية وهي كيدال وتمبكتو وغاوو، حيث تتركز أغلب الوحدات العسكرية المالية في تلك المدن. وأضاف المسؤول العسكري في تصريح صحفي بأن الجيش المالي بعد أن عجز أمام الثوار في ميادين القتال، بدأ في الانتقام من المدنيين العزل وأخذ العجائز كدروع بشرية، وهي أساليب اعتبرها نوعية لممارسة الضغط على قادة الحركة. وأعلن في السياق ذاته مجموعة من الضباط وقادة الرأي العام الأزواديين ومن معهم الانسحاب من حكومة مالي والانضمام إلى الحراك الشعبي الأزوادي، للحصول على الحقوق المشروعة للتوارق. وردا على أنباء تفيد بتحرك فرنسي لإيجاد حلول سياسية للأزمة في "أزواد"، استبعد المتحدث أي مفاوضات تشارك فيها مالي، مشددا على تمسكهم بخيار الانفصال، وأن الحركات الأزوادية جربت أكثر من مرة التفاوض مع مالي وقبول الاندماج معها في السابق، مطالبا المجتمع الدولي بإنقاذ المدنيين الذين اعتقلتهم السلطات المالية للضغط علي قيادات الحركة. وفي غضون ذلك، أفادت مصادر متطابقة لوكالة الأنباء الفرنسية استعادة الجيش المالي أول أمس السيطرة على مدينة في شمال غرب البلاد كان يسيطر عليها الثوار التوارق منذ عشرة أيام، فيما سجلت مواجهات في شمال شرق مالي، وقال مدرس في مدينة ليره "موسى كانتي" أن "الجيش دخل اليوم مدينة ليره من دون مقاومة، لقد غادر آخر المتمردين الذين كانوا في غرب المدينة". وقال من جهته وزير دفاع مالي إن بلاده عازمة على قمع المتمردين التوارق المسلحين "جيدا" في الشمال قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر أفريل المقبل، وأضاف ساديو جاساما "لدينا مهمة محدودة للغاية من ناحية الوقت، الانتخابات الرئاسية بعد ثلاثة أشهر ونحتاج إيجاد حل في هذا النطاق الزمني القصير"، كما أضاف "الرجال في الجيش مصممون على التأكيد على أننا بوسعنا تسوية هذه المشكلة في وقت قصير للغاية". ويرى مراقبون أن المعارك الراهنة قد تكون حاسمة للسيطرة على شمال شرق مالي.