كادت حركة ترفية مسلحة تسيطر كلية على مدينة ''منكا'' شمالي مالي والقريبة من حدود النيجر، إثر اشتباكات عنيفة بين قوات الحركة الوطنية الأزوادية والجيش المالي. وأفادت أنباء أن مجموعة كبيرة من المقاتلين من كتائب التوارف التي عادت مؤخرا من ليبيا بعد قتالها إلى جنب كتائب القذافي، قد دخلوا في اشتباكات مع الجيش المالي. وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الحركة الوطنية الأزوادية والجيش المالي، على تخوم ''منكا'' الحدودية مع النيجر، في عملية تنذر بعودة التوتر بين القوات النظامية وحركات التوارف المتمردة، بعد هدنة استغرقت ثلاث سنوات. ونقلت تقارير متصلة لوكالة (فرانس برس) أن الجيش المالي استعاد السيطرة بصعوبة على مدينة ''منكا'' الاستراتيجية، بعد أن سيطرت عليها لساعات حركة ''الأزواد''. ووقع الهجوم على المدينة، في الساعة السادسة من صباح أمس. وأفاد مسؤول محلي أن المقاتلين مزودون بأسلحة ثقيلة، وقد تمكنوا من مباغتة الجيش المالي وأجبروه على التراجع، وإن الوحدة العسكرية في ''منكا'' خرجت إلى منطقة متاخمة بعد تعرضها لضربات نارية قوية منذ السادسة صباحا، لكن تحولا ما حصل في أداء قوات الجيش المالي، بوصول دعم جوي ومروحيات مكنت من ''فك الحصار'' عن المدينة وتراجع المقاتلين. وأفيد أن شبكة الهاتف النقال توقفت في ''منكا'' بعد أن تم قطعها، وأن قوات ''المتمردين'' سيطرت على المدينة من عدة جهات، ثم اضطرت لمغادرتها تحت وقع قنابل كانت تلقى من مروحيات دعم وصلت في حدود منتصف النهار. وتأتي الاشتباكات بعد يومين من إعلان عملية إعادة انتشار الجيش المالي في مناطق بشمال البلاد، حيث يتواجد مقاتلو الحركة المزودون بأسلحة متطورة تم جلبها من ليبيا، ولم تهضم الحركة هذا التواجد، ولقيت تعاطفا لدى مقاتلين توارف اشتركوا في السنوات الماضية في عمليات عسكرية مع القوات النظامية، لكنهم غادروا أماكنهم قرب الحدود مع النيجر وقرب حدود الجزائر. وكانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي أسسها مقاتلون من التوارف عادوا مؤخرا من ليبيا، قد توعدت الحكومة المالية بالرد بقوة على ما وصفته بمساعي السلطة في باماكو للاستمرار في خنق الحريات وهدر أموال سكان الشمال من التوارف والعرب، وتهميشهم وعدم حل مشاكلهم المتفاقمة منذ أكثر من خمسين عاما. وتوقف القتال بين الحكومة المالية ومقاتلي التوارف لسنوات، بعد وساطة طويلة من الجزائر عام ,2006 الذي شهد توقيع آخر اتفاق سلام بين الطرفين، تتعهد فيه مالي بإطلاق برامج تنموية مع إعادة إدماج مئات المقاتلين في الجيش، لكن الثورة الليبية فاقمت المشكلات في الشمال، بعودة المئات من المقاتلين ''المنبوذين'' من طرف قوات المجلس الانتقالي. ونقل عن الملازم حبيب طوغولا، من القوات المالية التي نفذت الهجوم على مقاتلي التوارف قرب ''منكا''، أنه جرى إبعاد حركة ''الأزواد'' وتم اعتقال أربعة من مقاتليها، بعضهم تعرض لجروح خفيفة. وقال شهود عيان إن مروحيات الجيش قصفت سيارات رباعية الدفع كان يستعملها مقاتلو الحركة أثناء فرارهم، ما سهل عملية القبض على المقاتلين الأربعة.