كشف والد محمد الشملان، زعيم ''فرسان العزة'' والمعتقل، منذ أسبوع، في الحملة التي طالت إسلاميي فرنسا، أن ابنه ''ليس سلفيا ولا معاديا للسامية''، كما روج له إعلاميا. وقال في حوار نشرته صحيفة '' براس أوسيان''، أمس، إن مسألة الجماعة التي يتزعمها كانت ''مجرد لعبة''. وعن شخصية ابنه وأسباب اعتقاله، قال أحمد الشملان: ''ابني كان يحب الظهور. ولم أكن موافقا على هذا الأسلوب. فمنذ سنة تخاصمنا بسبب ذلك، ونصحته دائما بعدم التشهير بنفسه، لأن ذلك يجلب له المشاكل''. واعتبر المتحدث أن كل ما حدث ''افتراضي'' وأن ابنه ''ليس بمقدوره خطف قاض، حسب رأيي، أنا أعرف طبعه، لا شك في ذلك''. وعن الأسلحة التي وجدت بحوزته، قال: ''نحن بربر، وكما تعرفون والدي خدم في الجيش فرنسي، كان في المشاة بين 1939 و1945 وحارب النازية جنبا إلى جنب مع إخوانه من الفرنسيين. وجرح في الحرب بشظايا قذائف المدافع. ومنذ ذلك الوقت بقيت الأسلحة في البيت كتحف أثرية. فهي من تقاليدنا''. وقال أحمد، وهو من أصول مغربية، ومتزوج من فرنسية، إنه اطلع على التهم ''الشنيعة'' المنسوبة لابنه من خلال الأنترنت، والتي جاءت ''في إطار حملة انتخابية... إذ يريدون استعماله كبش فداء''، كما قال. وفي تداعيات ملف محمد مراح، وبعد كشف محامية والده عن تسجيلات تشكك في الرواية الفرنسية، طوت السلطات الفرنسية الملف ووضعته في خانة ''سري للغاية''. وأمام رفض الاستجابة لمساءلة البرلمان للمصالح الاستخباراتية، تنقل وفد برلماني، أول أمس، والتقى برنار شكارتشيني، مدير الاستخبارات الداخلية، وإيرارد كوربين دي مانغو، مدير الأمن الخارجي، وأنج مانشيني، المنسق الوطني للاستخبارات في قضية مراح. وكل ما تسرب عن اللقاء أن غي تيسيي، نائب من الحزب الحاكم، الاتحاد من أجل الحركة الشعبية، قال: ''لا وجود لأي خدش على السبورة''. وصدر إثر ذلك بيان عن الاشتراكيين يندد بخرق ''السر ''. بينما وعد رئيس الحزب الحاكم، فرانسوا كوبي، بعقد ندوة صحفية لكنه تراجع. وفي مؤتمر ''أصدقاء إسرائيل''، عقد الثلاثاء بباريس، وحضرته وجوه اليسار واليمين على حد سواء، كان موضوع مراح عنوانا للخطابات، حسب صحافي ''الأمة'' الذي حضر المؤتمر. وقبل الاختتام، تدخل رئيس ''الكريف'' (مجلس المنظمات اليهودية بفرنسا)، ريشار باسكيي، وقال: ''إذا لم تعترف الطبقة السياسية والإعلام بطابع الخطورة في معاداة السامية في مجازر محمد مراح، يجب التفكير في إعادة النظر في ديمومة التواجد اليهودي بفرنسا''. وكان التلميح إلى ترحيل يهود فرنسا إلى إسرائيل واضحا. من وجهة أخرى، مازال ساركوزي يتصدر استطلاعات الرأي بنسبة 30 بالمائة، أمام الاشتراكي هولاند ب29 بالمائة من نوايا التصويت، متبوعا بجان لوك ميلونشون (15 بالمائة) من جبهة اليسار، ثم مارين لوبان (13)، مرشحة اليمين المتطرف، وفرا نسوا بايرو عن الوسط (10 بالمائة).