''اتق شرّ من أحسنت إليه''.. هي مقولة تنطبق على ما حدث للمحامي بلبيض محمد، الذي قتل وألقيت جثته في بئر بمزرعة بولاية الجلفة، حيث أظهرت التحريات أن الجاني لم يكن إلا الشاب الذي رباه الضحية مدة 25 سنة، وكلّفه بإدارة كامل أعماله. تعود تفاصيل الحادثة إلى اختفاء المحامي بلبيض محمد، 68 سنة، بتاريخ 17/02/2012، حيث رافق الضحية الجاني بعد أن تناولا معا وجبة الغذاء في البيت، وكانت الوجهة إلى إحدى المزارع الكبرى ب''أوسيسيرة'' التابعة لبلدية بنهار، التي تبعد سبعة كلم عن بلدية عين وسارة بولاية الجلفة. وهناك، نفذ الجاني جريمته، قبل أن يعود إلى البيت، دون أن يترك وراءه أي دليل يدينه، بل نسج قصة أبعدت عنه كل الشبهات، حيث أخبر أولاد الضحية أن والدهم توجه رفقة شخص مجهول التقياه في المزرعة، وحاولوا الاتصال بوالدهم، إلا أن هاتفه كان في البيت، وهو ما أدخل الشك في نفوسهم، خاصة أن الوالد كان قد تعرّض لحادث اعتداء من قبل، حيث أقدم شخص مجهول على إطلاق النار عليه باستعمال بندقية صيد وأصابه على مستوى الرجل، بعد خروجه من المسجد فجرا. ولم يتوصّل الأبناء لمكان والدهم، قبل أن يمسك المحققون بالخيط الأول الذي قادهم لفك لغز الجريمة بعد أربعة أيام من اختفاء المحامي، حيث تحصلوا على معلومات تورط المدعو ''م''، مدير أعمال المحامي الذي رباه منذ أن كان في السابعة من عمره، وكان بمثابة أصغر أبنائه، ويرافق الضحية أينما ذهب، ولأنه كان محل ثقة المحامي، أوكل له إدارة أعماله، وتسيير كامل أملاكه الفلاحية. وأثناء استجوابه، نفى المشتبه فيه أن تكون له أي علاقة بالقضية، إلا أنه لم يلبث أن اعترف بفعلته أمام ضغط التحقيق، حيث تبيّن، حسب مصادرنا، أن اكتشاف الضحية لاختلاسه مبالغ مالية كبيرة من أمواله، جعله يفكر في طريقة للتخلص منه. قتله بعد أن اكتشف خيانته وسرد المتهم تفاصيل جريمته، حيث تناول معه الغذاء في البيت، ثم توجه رفقته إلى إحدى مزارعه، وقام بقتله بالتواطؤ مع أخيه وأحد الأصدقاء، حيث قاموا بتكبيل المحامي بسلك ورموا بجثته في البئر. ورافق المحققون القاتل إلى المكان الذي كانت تنبعث منه رائحة تعفن الجثة، لتتمكن مصالح الأمن من انتشالها من البئر حيث كانت داخل كيس كبير.