نظمت إدارة اتحاد الجزائر ندوة صحفية، أمس بملعب بولوغين، عرضت فيها صورا للأحداث المروعة التي شهدتها المقابلة التي تعادل فيها فريقها السبت الماضي، مع المضيف مولودية سعيدة، 1/1 في إطار الجولة ال25 للرابطة المحترفة الأولى. بحضور عدد كبير من أنصار فريق ''سوسطارة''، عرضت إدارة الفريق صورا التقطها مناصرون بالهاتف النقال، ''وهي الصور التي كان يمكن أن تكون أكثر بشاعة في حال أن إدارة المولودية سمحت للقنوات التلفزيونية بنقل وقائع الأحداث التي شهدها اللقاء'' على حد تعبير منشطي الندوة. صور دموية أظهرت الصور التي التقطها أنصار اتحاد الجزائر بالهاتف النقال خفية، بشاعة الاعتداءات التي ''اقترفها الأنصار والأشخاص المحسوبون على المولوية'' على حد قول منشطي الندوة، كما كشفت افتقاد هؤلاء للضمير، خاصة و''أن العصابة التي استأجرت للاعتداء على اللاعبين، كشف أفرادها عن نيتهم في إلحاق الأذى بأعضاء وفد اتحاد الجزائر قبل انطلاق اللقاء'' على حد تعبير الكاتب العام للاتحاد عبد الله شرشار. وفي غياب القنوات التلفزيونية، نقل أنصار اتحاد الجزائر صورا أظهرت الاعتداءات التي كان لاعبو ومسيرو الفريق ضحية لها، وكشفت الصور أن الاستفزازات بدأت عند مدخل الملعب، حين وصول الحافلة التي كانت تقل اللاعبين، ووقتها حظي الفريق باستقبال لجنة تتكون من أشخاص لم يتم التعرف عليهم، وكان عددهم حوالي 40 شخصا، ولم يسلم الفريق من الاستفزازات عند مدخل الملعب، خاصة عندما طلب من كاتب الفريق، إحضار الإجازات، ونقلت الصور أيضا تعنت أحد الحراس عندما منع طاقم التلفزيون من الدخول إلى الملعب، وسط أجواء متوترة، كشفت فيها قول الحارس للصحفي، ''من الأفضل لك أن تبعد الكاميرا من هنا''، ما جعل الاتحاد يستنتج أن المولودية كانت جاهزة للقيام باعتداءات في غياب الدلائل، إلا أن أكثر الصور تأثيرا كانت للمدافع عبد القادر العيفاوي الذي تعرض لطعنة خطيرة على مستوى الظهر، والوجه يضا، وكان اللاعب في حالة مزرية، لم يكن معها بالإمكان تصديق أن اللاعب الدولي سيبقى على قيد الحياة. إيغيل تحت الصدمة قال مدرب اتحاد الجزائر، مزيان إيغيل، إنه تنقل عبر كل ولايات الوطن وإفريقيا، ويعيش في الملاعب، لمدة 48 عاما، إلا أنه لم يعش أحداث مماثلة للأحداث التي عاشها في سعيدة. وقال إيغيل إن مسؤولي المولودية اختفوا كليا عندما حل فريقهم بالملعب، ووقتها تلقى أعضاء الفريق وابلا من الشتائم وتعرضوا للبصاق والمضايقات والاستفزازات من كل الأطراف، ملفتا الانتباه إلى أن 40 شخصا كانوا في استقبالهم عند مدخل الملعب، وهؤلاء أساؤوا معاملتهم وتحولوا من أعضاء مكلفين باستقبال الفريق، إلى ''عصابة كلفت بالاعتداء على اللاعبين'' على حد قول إيغيل. وقال مدرب الاتحاد إنه لحسن الحظ، لم يفقد أي أحد من أعضاء الفريق الحياة، مضيفا أن اللاعبين ممن انفصلوا عن المجموعة مرغمين، احتموا بالأنصار، وهؤلاء في نظر إيغيل، أنقذوا حياة اللاعبين، عندما توجه هؤلاء إلى المدرجات التي كان أنصار الاتحاد جالسين فيها. ولفت الانتباه أيضا إلى أنه اشتكى للحكم بأن فريقه تعرض للضرب، وقد رد عليه الحكم بالقول إنه هو أيضا نال حصته من الضرب، وعندما طلب منه إلغاء إجراء المقابلة في ضوء الأجواء المكهربة، لم يرد عليه الحكم. وقال إنه لا يوجد عضو في فريقه لم يتلق الضرب. كما لفت الانتباه إلى أن ضابطا في الشرطة رفض تقديم العون للاعبين، عندما كان هؤلاء في قبضة الأنصار وهم ينهالون عليهم بالضرب. الوالي يعترف بتجاوز الأحداث له بالموازاة مع الصور التي عرضت، نقلت الصور تصريحا لوالي سعيدة، عندما جاء متأخرا ليطمئن على أحوال الفريق بعد نهاية المقابلة رفقة رئيس المولودية، محمد الخالدي، وقال الوالي -حسب الفيديو- إن أجهزته لم تستطع التحكم في الموقف، وأنه لا يوجد من لا يخطئ، وعلق إيغيل على التصريح بأن الوالي مسؤول في مستواه، وأنه رد عليه بالكلمات التي أراد أن يقولها له في مثل هذا المشهد. حداد يتحدى ويهدد بمواقف أكثر تشددا من جهته، قال رئيس اتحاد الجزائر، حداد، إن فريقه سيواصل البطولة بتشكيلة الأواسط، وإن تحتم الأمر بتشكيلة الأشبال، بعد إصابة عدد من اللاعبين، وهدد باتخاذ مواقف أكثر مسؤولية وتشددا، في حال أن الفاف والرابطة لن تتحملا مسؤولياتهما حيال الاعتداءات التي تعرض لها لاعبو فريقه. ووعد حداد أن اتحاد الجزائر سيواصل تطبيق مشروع الاحتراف، برغم إقراره أن جهات عديدة تريد تنصيب كمائن للفريق لمنعه من بلوغ الاحتراف، واعدا بأن الباب الأول للاحتراف في الجزائر سيكون في اتحاد الجزائر. شرشار يتهم وعلق الكاتب العام، عبد الله شرشار، وهو لا يزال مفزوعا مما حدث له، بالقول إن الشرطة تتحمل مسؤولية كبيرة في الاعتداءات، وأوضح أن كل شيء كان مخططا له بعيدا عن الملعب، متهما مسؤولي المولودية ''بتسليم تنظيم المقابلة لعصابة لا تعرف معنى أخلاقيات الرياضة''. واتهم أيضا حكم اللقاء ب''الخوف'' من اتخاذ قرار بوقف المقابلة، بعدما لفت انتباهه إلى الاعتداءات.