عمت، أمس، حالة من الرعب سكان حي بزيوش بأعالي مدينة المدية، جراء وقوع انهيارات خطيرة في الأتربة بعد تحطم وانجراف كلي للسلالم المنحدرة نحو أرضية السوق الأسبوعية، فيما تصدعت الأرضيات اللصيقة بكل من ابتدائية الإمام الشافعي ومسجد الحي، بما ينذر بخطر وشيك مع تدفق مياه السيول نحو حي فوضوي حديث النشأة، تنامى عدد سكناته بجوار وعلى أرضية السوق الأسبوعية، منذ سنة، وأصبحت عائلاته مهددة بالدفن تحت هذه الانهيارات. حسب سكان هذه الملاجئ الفوضوية، فإنهم طرقوا، منذ صباح أمس، كل أبواب مصالح النجدة للتدخل، إلا أنه لم يأبه لهم أحد بحكم وضعياتهم غير القانونية. وما إن حللنا بالمكان للوقوف على خطر وضعياتهم، حتى هبت إلينا العائلات لإطلاعنا على أكواخها المهددة بالابتلاع في أية لحظة تحت خطر السيول وأكوام الأوحال الزاحفة نحوها تدريجيا بفعل ذوبان الأتربة المنهارة. وكشفت هذه الانهيارات مثلا عن فظائع الغش في إنجاز السلالم المنحدرة من حي بزيوش نحو أرضية السطارة التي عمتها البناءات الفوضوية، فيما طال الانهيار أسقف عدة مستودعات بالقرب من السوق الأسبوعية جراء الرياح العاتية التي هبت على المكان خلال اليومين الماضيين. السيول تغمر بيوتا بالحميز وتشرد عائلات بباب الوادي وبوزريعة لا يزال هاجس الانهيارات وارتفاع منسوب الوديان يلاحق عددا من سكان أحياء العاصمة منذ مطلع الأسبوع الجاري، إثر تساقط كميات معتبرة من الأمطار وصل منسوبها إلى 44 ملم، حيث عاشت 740 عائلة تقطن بأطراف وادي الحميز بالرويبة ليلة بيضاء، بعد ارتفاع منسوب مياه الوادي التي غمرت عشرات المنازل ودفعت السكان إلى قضاء الليل في العراء. كما أصيب، مساء أول أمس، شرطي بجروح إثر سقوط جدار بالطابق السفلي بمقر بلدية القصبة، بعدما تنقلت فرقة الشرطة العلمية المكونة من أربعة أعوان إلى مقر البلدية إثر تلقيها بلاغا بسرقة كوابل الهاتف الثابت، وأثناء تواجدها بالطابق السفلي لمقر البلدية، الذي يحتوي على ممرات تؤدي إلى شوارع القصبة، انهار جدار على ضابط الشرطة الذي أصيب بجروح، وقد انتشاله من طرف فرقة الحماية المدنية من تحت الأنقاض. كما لا يزال سكان البنايات الهشة بباب الوادي وسكان الأحياء القصديرية، على غرار حي بوفريزي وحي جاييس والثكنة ببولوغين وحي كونتابات في بوزريعة، يقضون هذه الأيام الممطرة بالشارع خوفا من انزلاق التربة. وهي الوضعية التي أشعلت فتيل الاحتجاجات بعدة بلديات، على غرار باب الوادي والقصبة وبوزريعة، حيث شهدت احتجاجات عارمة أقدم عليها المتضررون الذين هددوا بتصعيد الأمر والخروج إلى الشارع في الأيام القليلة القادمة إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة حيال وضعيتهم التي وصفوها بالخطيرة. العثور على جثة شاب على حافة واد بتيسمسيلت لقي شاب، مساء أول أمس الأحد، مصرعه في دوار بني زيتن التابع لبلدية لرجام بتيسمسيلت، في ظروف غامضة، حيث أفادت مصادر موثوقة بأن الفقيد، جاب الله سفيان، البالغ من العمر 17 سنة والمنحدر من بلدية تيسمسيلت، كان يشتغل في حظيرة لتربية الدواجن بمنطقة بدوار بني زيتن، وفي حدود الساعة الثامنة مساء اتجه نحو الوادي المار بالمنطقة والذي كان في حالة فيضان، وقد عثر عليه بعد مدة زمنية ميتا على حافة الوادي. وتعتقد ذات المصادر أن المعني هوى من على جدار واق لحواف الوادي. وقد نقل في ساعة متأخرة إلى مستشفى برج بونعامة. ثاني إعصار بحري بساحل تيبازة خلال 24 ساعة عاش، صباح أمس، سكان مدينة تيبازة ثاني إعصار بحري على ساحل المنطقة في ظرف 24 ساعة، بعد تسجيل إعصار مماثل بساحل بلدية بواسماعيل، صبيحة أول أمس، على بعد نحو 3 كلم في عرض البحر. واجتذب هذا المشهد الطبيعي النادر عددا كبيرا من أبناء المدينة وزوار ميناء الصيد والنزهة بتيبازة، وحتى سالكي الطريق الوطني رقم 11 الذين هالهم المشهد. واصطف العشرات من الأشخاص بالواجهة البحرية ومستعملو الطريق الوطني رقم 11 لالتقاط الصور النادرة للإعصار، الذي تكوّن في حدود الساعة الحادية عشرة و30 دقيقة صباحا على شكل غيوم غطت كل المنطقة، مرتبطة بعاصفة هوائية أدت إلى ارتفاع أمواج البحر على بعد أقل من كيلومتر واحد، ليقترب تدريجيا وبسرعة كبيرة نحو ميناء الصيد، ما زاد من إثارة مشاعر الذهول لدى الصيادين وملاك السفن، على وجه الخصوص، من امتداد الإعصار إلى حوض الميناء وتخريب القوارب. غير أن الإعصار توجه نحو الغرب لينتهي قريبا من المنطقة الصخرية على بعد أمتار بالحظيرة الأثرية للمدينة. وعن هذه الظاهرة، قال لوط بوناطيرو، الفيزيائي الجزائري والمختص في علم الفلك، في حديثه ل''الخبر''، أمس، إن هذه الأعاصير أمر وارد في مثل هذه الظروف المناخية. وقال: ''خرجنا من فصل الشتاء ودخلنا الربيع، وهذه الفترة تشهد اضطرابات جوية بسبب التغير الفصلي وما ينتج عنه من تذبذب في الحرارة وسرعة الرياح''.