بات خطر انهيار البنيات القديمة بالعاصمة خطرا حقيقا يهدد العائلات القاطنة بها منذ سنوات، زادت من خطورته الإضطرابات الجوية الأخيرة وعدم اتخاذ السلطات المحلية إجراءات فورية، واكتفائها بتقديم الوعود التي لم تتحقق منذ سنوات، مثلما هو الأمر بالنسبة للبناية المتواجدة ب 38 شارع مصطفى نقاش ببلدية المدنية، وبنايات أخرى ببوزريعة، الحراش، باب الوادي والقصبة. ومن الحالات التي تعيش وضعية خطيرة، عائلتان تقطنان بناية قديمة بشارع مصطفى نقاش ببلدية المدنية الواقعة بأعالي العاصمة، وفي ظروف جد صعبة نظرا للحالة المتردية التي آلت إليها البناية، نتيجة قدمها وتآكل جميع أجزائها، بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي أصبحت عبارة عن ثقوب تتناثر منها الأتربة كلما هبت الرياح وتساقطت الأمطار بغزارة. وتزداد مخاوف السكان أكثر، عند سماعهم بسقوط عمارات مصنفة من طرف المختصين ضمن البنايات المهددة بالانهيار، خاصة أن وضعية بنايتهم لا تختلف كثيرا عن وضعية تلك البنايات الهشة المتواجدة بولاية الجزائر، وقد عبرت العائلتان المقيمتان على مستوى البناية بشارع نقاش عن مخاوفها، لاسيما بعد استمرار اِنهيار أجزاء العمارة القديمة التي تم تصنيفها من قِبل المصالح التقنية في الخانة البرتقالية درجة ,4 ما يعني أنها لم تعد صالحة للسكن ولا تصمد أكثر أمام الإضطرابات الجوية، كما أن الخبرة المنجزة من قبل مركز المراقبة التقنية للوسط في سنة ,2003 أكدت على ضرورة هدم البناية لعدم الجدوى من ترميمها. وبالموازاة مع ذلك، أشار السكان ل''المساء'' إلى أنهم يعيشون جحيما حقيقيا بسبب تساقط الأسقف والجدران، حيث دق هؤلاء ناقوس الخطر، مطالبين من الجهات المعنية وعلى رأسها السلطات الولائية، التدخل السريع لإنقاذهم من موت أكيد يتربص بهم في أية لحظة، لاسيما أن أغلبية العائلات المستفيدة من عملية الترحيل كانت تقطن بيوتا قصديرية لأقل من أربع سنوات، فيما تواجه العائلات القاطنة بالبنايات الهشة منذ عشرات السنين. من جهتها، تتخوف العديد من العائلات التي تقطن الأحياء القديمة بالجزائر الوسطى ونواحيها من خطر انهيار بناياتها، وتطالب السلطات المحلية التدخل قبل حدوث الكارثة، خاصة منها سكان''دار القاضي'' بالقصبة، الذين يطالبون بالترحيل بسبب هشاشة السكنات التي يعود تاريخ تشييدها إلى العهد العثماني، ما جعلهم مهددين بخطر انهيار بناءاتهم الضيقة، والمتماسكة ببعض الأعمدة الخشبية المتآكلة من شدة الرطوبة وتبللها بمياه الأمطار التي غمرت الحي. وحسب أحد المواطنين القاطنين بهذا الحي القديم، فإن الحياة أصبحت مستحيلة بالقصبة، خصوصا بعد الزلازل التي ضربت العاصمة، ما ضاعف من خطر انهيار جدران البنايات التي أطلق عليها تسمية'' الدويرات''، كما أعرب المكلف بالإعلام على مستوى الديوان الوطني للملكيات الثقافية المهنية المحمية السيد محمد بن مدور ل''المساء''، عن تخوفه من احتمال انهيار القصبة وشوارعها الهشة في أية لحظة نتيجة الأمطار الغزيرة، مشيرا إلى عدد العائلات التي تواجه خطر الموت وهي 800 عائلة، مؤكدا على ضرورة تدخل السلطات المحلية لإيجاد حل سريع. السكنات القديمة تهدد عائلات بباب الوادي، بوزريعة والحراش من جهتها، تتوفر كل من بلديات باب الوادي، الحراش وبوزريعة على حجم كبير من النسيج العمراني القديم الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، ما يثير مخاوف العديد من المواطنين من خطر الإنهيار، خاصة بعد الأمطار الغزيرة التي كشفت عن هشاشة جدرانها، حيث ذكر بعض سكان أحياء الزغارة، الساعات الثلاث، سعيد تواتي 39 و,46 و6 إبراهيم عرفة، و15 برقية بباب الوادي وسكان ''بوسكول'' و''كونتابات'' ببوزريعة وحي''سيدي مبارك''، والعقيد ''سي الحنافي سليماني'' بالحراش، الوضعية الصعبة التي يعيشونها هذه الأيام، وطالبوا السلطات المحلية بضرورة ترحيلهم. وفي اتصال أجرته ''المساء'' مع رئيس مصلحة التعمير ببلدية بوزريعة السيد حفيظ عبد القادر، أشار إلى أن هذه الأخيرة الواقعة بأعالي العاصمة تعد المتضرر رقم واحد من انتشار البناءات الهشة، كما أنها لم تستفد من أي برنامج للترحيل، مؤكدا أن سكان''بوسكول'' و''كونتابات''، معرضين للخطر لأن بناءاتهم قديمة وهشة، إلى جانب سكنات أخرى بوسط البلدية، موضحا أن المشكل يتكرر في كل مرة مع حلول فصل الشتاء، خاصة أن البلدية لا يمكنها التكفل بهذه الوضعية لوحدها، وأن الأمر يتطلب تدخل السلطات المعنية لتخصيص سكنات لائقة لهؤلاء، وإدراج بلدية بوزريعة ضمن برامج الترحيل لولاية الجزائر.