قال مبارك جدري، نجل الشهيد العربي التبسي، أمس، إن والده بحاجة إلى اهتمام أكبر من قبل الباحثين والجامعيين الجزائريين، ودعا النخب المثقفة إلى الاهتمام بالشخصيات الوطنية وإعادة الاعتبار لمسارها في المنظومة التربوية. بينما استغرب الدكتور عبد الرزاق فسوم، الرئيس الحالي لجمعية العلماء المسلمين، من قلة الإقبال على مثل هذه التظاهرات الثقافية. تحدث مبارك جدري، وهو رئيس مؤسسة الشيخ العربي التبسي، خلال الملتقى الوطني الأول ''الشيخ العربي التبسي ورسالة الإصلاح والبناء الوطني''، الذي نظم بجامعة الجزائر 2، بالتعاون مع جمعية العلماء المسلمين ومؤسسة الشيخ العربي التبسي، عن مسار والده النضالي بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لاستشهاده، بداء من مولده سنة 1895، في قرية السطح قنتيس بولاية تبسة وسط عائلة فلاحية فقيرة، حيث حفظ القرآن الكريم، ثم توجه إلى الدارسة في تونس، بزاوية سيدي إبراهيم لتلقي العلم ثم توجه إلى زاوية الشيخ مصطفى بن عزوز، فتحصل على شهادة التطويع سنة 1920 ثم انتقل بعدها إلى جامع الزيتونة، لينال شهادة الأهلية ومنها انتقل إلى الأزهر، حيث تحصل على الشهادة العلمية في العلوم الإسلامية. وفي مداخلة حول ''حياة وآثار الشيخ العربي التبسي''، أوضحت الدكتورة نفسية دويدة، بأن الشيخ عاد إلى الجزائر العام 1926 فانطلق في دروسه التعليمية التي تسير في اتجاه استنكار الوضعية الاستعمارية. وتوقفت المحاضرة عند مسألة علاقة الشيخ بالنازية والتهمة التي وجهتها له السلطات الفرنسية، والحكم عليه بالسجن. بينما تطرق الأستاذ عبد الباسط قلفاط إلى مكانة الشيخ التبسي في حركة جمعية العلماء المسلمين، واعتبره بمثابة شخصية مؤثرة بعد الشيخين ابن باديس والبشير الإبراهيمي. وفي عام 1956 انتقل الشيخ إلى العاصمة لإدارة شؤون جمعية العلماء المسلمين، متحديا السلطات الاستعمارية، ورافضا مغادرة الجزائر رغم علمه بالخطر الذي كان يحوم حوله. ومن جهته، كشف الأستاذ نوار جدواني، تلميذ الشيخ التبسي وعضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين، أن الشيخ التبسي كان يبدي رغبته في الالتحاق بالمجاهدين في الجبال لكن عامل السن حال دون ذلك، فردد جملته الشهيرة: ''لو كنت في صحتي وشبابي ما زدت يوماً واحداً في المدينة، أُسرع إلى الجبل، فأحمل السلاح، فأقاتل مع المجاهدين''. وفي يوم 4 أفريل 1957 قامت مجموعة من المظليين الفرنسيين باقتحام منزله الكائن بالجزائر العاصمة، واختطفته ليختفي في ظروف غامضة.