رفض السودان المشروع الأمريكي المعروض على مجلس الأمن، والذي تهدّد فيه الإدارة الأمريكية كلا من الخرطوم وجوبا بعقوبات، في حال عدم تنفيذهما قرارات الاتحاد الإفريقي، القاضية بوقف الاشتباكات العسكرية بينهما والعودة إلى طاولة المفاوضات. وخلفية الرفض، حسب العديد من القراءات، نابع من أن الحكومة السودانية ترى في الخطوة الأمريكية تجاوزا عمليا للمسعى الإفريقي، وهو ما سيكون في النهاية تأييدا مبطنا وخدمة أمريكية غير مباشرة لجنوب السودان. وحسب البيان الصادر عن الخارجية السودانية، فإن السودان يثق في الاتحاد الإفريقي وأجهزته، وفي الآليات التي ارتضى العمل من خلالها لتسوية الخلافات بين الدولتين. وقال البيان: لا جدال حول المنظمات والترتيبات الإقليمية، لكن المرفوض هو إجهاض هذا الدور أو القفز عليه، ويقصد دور الاتحاد الإفريقي. وجاء في البيان أن أي مسعى للإجهاض أو القفز ''لا يمكن أن يعيننا في إرساء دعائم السلم والأمن في السودان، وفي القارة الإفريقية عموما''. كما أعلن وزير خارجية السودان تمسك بلاده بقرارات القادة الأفارقة، الخاصة بتولي الاتحاد الإفريقي مهمة تسوية القضايا محل الخلاف بين دولتي السودان، مطالبا بإعطاء التفاوض حول القضايا الأمنية والعسكرية الأولوية المطلقة للبحث والاتفاق، قبل الشروع في التفاوض حول القضايا الأخرى. للإشارة، تحذر مسودّة القرار الأمريكي المتداول في مجلس الأمن كلا من الخرطوم وجوبا من أن المجلس مصمّم على اتخاذ إجراءات إضافية مناسبة، وفقا للمادة 41 من ميثاق الأممالمتحدة التي تسمح للمجلس بتوقيع عقوبات، في حال عدم تقيّد أحد الطرفين أو كليهما بقرارات الاتحاد الإفريقي، بوقف الحرب بينهما. وفي تطور آخر، أعلن جنوب السودان استعداده لسحب حشوده من المناطق الحدودية المتاخمة لمنطقة أبيي المتنازع عليها مع السودان، لكن وزير الإعلام، برنابا ماريال بنجامين، اشترط ضمان الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي لأمن مواطنيه مقابل هذا الانسحاب. والملاحظ أن هذا الإعلان يأتي في أعقاب نشر الدولتين لأعداد كبيرة من قواتهما العسكرية بهذه المنطقة التي تبقى محل نزاع. ميدانيا، أعلن الجيش السوداني أنه ألقى القبض، بمنطقة هجليج، على أربعة أجانب، أحد هؤلاء بريطاني والثاني نرويجي والثالث من جنوب إفريقيا والأخير من جنوب السودان، وقد تم توقيفهم لأنهم دخلوا بطريقة ''غير مشروعة''. وقال البيان إن هؤلاء الأجانب كانوا يقومون بأعمال مريبة في هجليج، وكانوا يستقلون سيارتين تحتويان على معدات عسكرية، وقد تم نقلهم إلى الخرطوم للتحقيق معهم.