تعود بين الوقت والآخر إلى ساحة الأحداث قضايا تفجير الأشخاص لأنفسهم بين حشود الناس، ولذلك سأوجه هذه الرسالة إلى رجل مفخخ وهو في طريقه إلى هدفه: عزيزي المُفخَخ.. أرجو أن تقرأ هذه الرسالة وأنت في طريقك لتفجير هدفك بين الناس الذين ولدوك.. اقرأها لن تأخذ منك وقتا طويلا، بضع دقائق فقط، حتى وإن كانت مقدرتك على القراءة صعبة. دقائق فقط عزيزي المفخخ قد تنقذ فيها رب أسرة كسيح يبيع الماء في الأسواق أو تمنح فرصة العيش لطفل يحمل السندويتش متجها إلى المدرسة. إن الذين أرسلوك لتفجر نفسك، معظمهم يعيش الآن في الغرب متنعما برفاهية ''النصارى''، يستفيد من ضماناتهم الاجتماعية والصحية ويتزوج من نسائهم ويتناول طعامهم ويتجول في أسواقهم، وهؤلاء يعلمون بأنهم إن لم يرسلوك لتفجر نفسك، فلن يستطيعوا الاستمرار في هذا النعيم. عزيزي المفخخ، أنت تعمل كل الجهات إلا أنك تعمل لوجه الله، فهذا غير صحيح، الدين لا يقتل ناسكا يتعبد ولا طفلا ولا شيخا ولا حتى يقطع شجرة.. أنت تعمل لساسة يجلسون في مكاتب سرية، يستثمرون أشلاءك التي ستتناثر في الانفجار، سيبيعونها في التحالفات ويتفاوضون عليها في الصراعات. عزيزي المفخخ، هناك أشياء كثيرة كنت أود أن أقولها لك قبل أن تصل إلى ''الهدف'' الذي حددوه لك وسيّروك إليه بالريموت كونترول، ولكن مساحة الورق ضيقة.. ولي عندك رجاء أخير، وهو أن تغير رأيك وتخلع الحزام الناسف.. وتصلي.. [email protected]