السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا طالبة جامعية في الثالثة والعشرين من العمر، منذ فترة بدأت تراودني وساوس تحولت فيما بعد إلى مخاوف من عدم قدرتي على إنجاز مشروع التخرج، فأنا لست واثقة من قدراتي، وأشعر أن السنوات الماضية التي اجتزتها بنجاح ما كانت إلا صدفة وحظا، وأن ضعف مستواي سوف يظهر أمام نفسي وأمام الجميع، عند مواجهتي لمشروع التخرج الذي لن يكون سهلا وهينا، مشكلتي الأساسية أنني بدأت أنهار قبل مواجهته، مع العلم أن معدلي جيد، وقد كنت متفوقة جدا في الثانوية. سيدتي نور، إذا كان ما أشعر به مجرد خوف، فهل من طريقة فعالة كي أبدده، وإذا كان مرضا أرجوك ساعديني في علاجه. نعيمة/ جيجل الرد: الخوف قد ينتاب الإنسان حين يكون مقدما على مشروع هام وكبير مثل مشروع التخرج، و الخوف هو وليد القلق، والقلق يُعتبر طاقة نفسية ممتازة تزيد من حيوية وفعالية ونشاط الإنسان، و قد ترفع من تركيزه وتجعله أكثر يقظة ليراجع الدروس بصورة أفضل، لكن بالطبع إذا وصل القلق إلى مرحلة متقدمة أو شديدة ربما يؤدي إلى نوع من الخوف، والخوف ربما يؤدي إلى بعض السلبيات. عزيزتي، المؤكد أنك لست مريضة، بل أنت حريصة على التوفق، لأنك أصلا تعودت على التميز منذ الثانوية كما ذكرت، وهذا شيء يُحمد، ولكن في نفس الوقت لا بد أن تعيدي خارطة التفكير لديك، قولي لنفسك: "أنا الحمد لله ممتازة وفعّالة فلماذا أخاف؟ وسوف يمتحن معي العشرات أو المئات ، وحول يوجد عدد كبير من الطلاب الذين يقدمون على نفس مرحلتي. أرجو أن تشعري بما يسمى بشعور الجماعة وليس شعور الفرد، وتأكدي أن الآخرين يشاركونك هذا الشعور، فهذا الأمر سوف يخفف كثيرا من قلقك. عزيزتي، أرجو أيضا أن تتصوري الامتحان، اجلسي مع نفسك وتأملي أنك في وضع الامتحان أو أنك تقومين بتحضير الرسالة أو مناقشتها و القيام بكل متطلبات التخرج، جربي هذا النوع من التفكير، ولا تهربي بفكرك عندما يداهمك القلق، تمعني فيه، فهو نوع من التدريب والترويض للنفس ويساعد كثيرا. عزيزتي، يجب أن تراجعي مع مجموعة من الزميلات المتميزات، وهذا إن شاء الله سوف يعطيك أيضا الدفع والشعور الإيجابي، كما يجب عليك تنظيم وقتك، وممارسة بعض الأمور الترفيهية، ومنها تمارين الاسترخاء، وذلك بأن تستلقي وتأخذي نفسا عميقا، ثم بعد ذلك تعقبيه بالزفير وهو إخراج الهواء أيضا بعمق وبطء. كرري هذا التمرين، وسوف تجدين فيه فائدة كثيرة، وعليك بالثقة في الله أولا ثم في نفسك ومقدرتك، كان الله معك وألهمك التوفيق والنجاح . ردت نور