ثمة حوار عجيب كان يدور كل يوم، تقريبا، على الفيس بوك بين شخصين، واحد إسلامي يميل إلى التشدد بعض الشيء، والثاني ليبرالي وعلماني ومنفتح على الآخر. اللافت في هذا الحوار، أنه يمثل نموذجين عقلانيين من النقاش بين هذين الاتجاهين المتناقضين. فبعد كل مرة يشتد فيها النقاش بينهما، يأبى المتشدد أن يكفر الليبرالي. وبالمقابل، فإن هذا الأخير لا يتهم صاحبه بأنه ''مفخخ''، بل ينتهيان الى التصافح والتسامح ويرسم كل منهما لزميله علامة الابتسامة. ثم يمضيان استعدادا ل''موقعة'' جديدة لا يخرج منها أي منهما خاسرا! ولكن هذه ''الملائكية'' في الحوار، ليست دائما كذلك، فأحيانا يصبح الضرب من تحت ''الكيبورد'' باعتبار أن الحوار على الانترنت، ولا يخلو الأمر من حركات استفزازية طريفة يقوم بها أحدهما ليستثير صاحبه. فالاسلامي يقول لليبرالي أن ثورات الربيع العربي هي تمهيد للخلافة الاسلامية، بينما يقول الليبرالي بأن هذه الثورات صنعها الليبراليون وخطفها الاسلاميون! الصديقان: الاسلامي والليبرالي، كانا غالبا ما يفاجئان الحضور بمشهد ختام حضاري وأنيق، إذ يمضي كل واحد منهما، إما يلملم جراحه، أو يحصي غنائمه.. من دون أحقاد..إلى أن احتد النقاش بينهما ذات تشدد من الطرفين، فانتهى هذا الحوار الجميل بقطيعة أبدية..شعرنا جميعا بالحزن..هل فعلا لا يمكن أن يثمر الحوار بين هذين التيارين على أرض الواقع؟.. ومن السبب؟! [email protected]