سجلت واردات الجزائر من اللحوم المجمّدة أرقاما قياسية، بلغت مستوى تجاوز 56 مليون دولار خلال الثلاثي الأول للسنة الجارية، حيث اقتنت الجزائر أكثر من 16 ألف طن من مختلف دول العالم، في الوقت الذي تبقى فيه أسعار اللحوم في السوق الوطني مرتفعة، رغم انخفاضها في الأسواق العالمية. وأكد رئيس اتحاد التجار، صالح صويلح، في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' أمس، بأن أسعار لحوم البقر المستوردة لن تعرف انخفاضا، حتى يتم استهلاك المخزون الحالي منها، وإعادة تجديده بكميات أخرى يتم اقتناؤها بالأسعار الدولية الحالية، مشيرا إلى أن المخزون الجديد من اللحوم المجمّدة سيتم تسويقه خلال شهر رمضان المقبل. وحسب رئيس اتحاد التجار، فإن المستوردين لن يكون باستطاعتهم تسويق اللحوم التي قاموا باستيرادها بأثمان مرتفعة، بأسعار تتماشى وتلك المعمول بها حاليا في الأسواق الدولية. وبالنسبة للحوم الغنم، أكد صالح صويلح بأنها ستبقى مرتفعة، وأنه من غير المتوقع انخفاضها خلال شهر رمضان، نتيجة للمشاكل التي يتخبط فيه الموالون، خاصة المتعلقة بغلاء العلف. من جهته، أشار المدير العام لشركة تحويل اللحوم ''برودا''، زفيزف، في تصريح للصحافة، إلى أن معطيات السوق الحالية تؤكد عدم تسجيل انخفاض في أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المحلية خلال الأشهر المقبلة، رغم كميات الأمطار الهامة التي تساقطت بداية الموسم، والتي لم تؤثر على مؤشر الأسعار. وكشفت إحصائيات الجمارك، التي تحصلت ''الخبر'' عليها، عن بلوغ واردات الجزائر السنة الماضية ما قيمته 164 مليون دولار، أنفقت لشراء 48 ألف طن من اللحوم المجمّدة. وتنوعت قائمة مموني الجزائر من اللحوم المجمّدة، حيث شملت حوالي عشرين دولة، من الصين إلى الدول الأوروبية، كإسبانيا وإيطاليا وماليزيا وجمهورية كوريا وكازاخستان ودولة الإماراتالمتحدة والدانمارك والهند، إلى جانب البرازيل وأستراليا. وتعتبر الهند من أهم مموني الجزائر باللحوم المجمّدة، حيث صدّرت خلال السنة الماضية ما تجاوزت قيمته 105 مليون دولار، لكمية قدّرت ب36 ألف طن من اللحوم المجمّدة، متبوعة بأستراليا التي صدّرت حوالي 5 آلاف طن بقيمة 24 مليون دولار. في نفس السياق، تشير التقديرات الإحصائية في الأسواق الدولية، إلى تراجع في أسعار اللحوم، سواء الطازجة أو المجمّدة، في أوروبا وأمريكا اللاتينية والشمالية، وتدنت الأسعار عموما منذ بداية السنة، ما بين 2 إلى 5 بالمائة على العموم، مع اختلاف الأنواع والأصناف، ولكن هذا لا يمنع أن الأسعار في الجزائر تظل مرتفعة جدا مقارنة بالعديد من الدول العربية وحتى الإفريقية، مثل السودان، إذ أن معدل الكيلوغرام يقدّر ما بين 70,0 إلى 90,0 دولار. إلا أن الأسعار في الجزائر جراء تعدد الوسطاء والمضاربة وغياب شبكات التوزيع، تضع اللحوم دائما على مستوى أعلى بكثير من قيمتها الفعلية، ولا تخضع هذه المادة، على غرار مواد أخرى، إلى قانون العرض والطلب.