شهدت الانتخابات المحلية في بنغازي إقبالا كبيرا من الناخبين المسجلين في انتخابات تعد الأولى من نوعها منذ أكثر من 40 عاما، في هذه المدينة التي انطلقت منها ثورة أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي. وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن عملية الاقتراع بدأت في 127 مركز تسجيل، موزع على 11 دائرة انتخابية، لاختيار 41 عضوا من بين 414 يشكلون المجلس المحلي لمدينة بنغازي. ونقلت الوكالة عن مصادر باللجنة العليا لانتخابات المجلس المحلي قولها إنها ''اتخذت كافة الاستعدادات لاستقبال أكثر من 216 ألف ناخب، لتمكينهم من اختيار مرشحيهم في أجواء مريحة''. وقالت اللجنة الانتخابية العليا إنها خصصت ما يقارب 1800 من أفرادها لحماية مراكز الاقتراع. وتجري الانتخابات في ظل تعزيزات أمنية كبيرة، وحراسة مشددة على مداخل المدينة. واعتبر رئيس اللجنة العليا لانتخابات المجلس المحلي، سليمان زعبي، أن هذه الانتخابات تشكل أول خطوة للانتقال من الثورة إلى بناء الدولة، مؤكدا أن الدوائر الانتخابية قد تضطر لتمديد التسجيل إلى ما بعد الوقت المحدد لعملية الاقتراع، في حال عدم تمكن كافة الناخبين من تسجيل أسمائهم في الوقت المحدد، علما أن مائتي ألف شخص مسجل في القوائم الانتخابية. وتجرى هذه العملية تحت إشراف محلي لمؤسسات المجتمع المدني، ودولي عن طريق مراقبين من عدة دول، من بينها الولاياتالمتحدة. وأكد عبد الله القماطي، وهو أحد المسؤولين بالمراكز الانتخابية أن الناخبين يتوافدون بأعداد كبيرة على مراكز التسجيل. وقال القماطي إن ''العملية تسير بشكل طبيعي، في ظل أوضاع أمنية هادئة جدا، وبحرص كبير من الناخبين على الإدلاء بأصواتهم والمشاركة بفاعلية''، متوقعا أن تنتهي هذه العملية في الموعد المحدد لها، أي الساعة الثامنة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي. وأضاف أن هناك المئات من الناخبين يفتقرون إلى معرفة طريقة الانتخاب، وكيفية التعامل مع صناديق الاقتراع، مرجعا ذلك لعشرات السنين التي لم يروا فيها مثل هذه العملية في ظل النظام السابق، وأشار إلى أن الأمور تسير بطريقة ممتازة رغم ذلك. يذكر أن آخر انتخابات شهدتها المدينة كانت في سنة 1964 خلال عهد الملك إدريس، الذي أطاح به العقيد الليبي الراحل معمر القذافي بانقلاب سنة .1969 وتأتي انتخابات اليوم قبل انتخابات المؤتمر العام التي ستجرى في 19 جوان القادم.