عرض ضمن إطار المنافسة الرسمية لمهرجان ''كان''، الفيلم الفرنسي الطويل ''حب'' للمخرج وكاتب السيناريو مايكل إناك، بطولة كل من جون لويس ترانتينيون وإيمانويل ريفا في الدورين الرئيسيين، وكذا إزابيل أوبار وألكسندر تارود، وهو الفيلم المرشح الأكبر لنيل السعفة الذهبية. وسط ديكور بسيط في شقة مغلقة، يعيش بين جدرانها زوج عجوز، قضيا حياتهما معا في حب، تبدو القصة عادية وروتينية. فجأة، تنقلب الأمور، حين يكتشف الزوج ''جورج'' (جون لويس ترانتينيون) أن زوجته ''آن'' (إيمانويل ريفا) مريضة، فيضطر لإخضاعها لعملية جراحية، نسبة نجاحها ضعيفة، فتصاب بشلل نصفي، وتطلب منه ألا يأخذها إلى الطبيب وألا يبقيها في المستشفى. عندها، يقرّر الاحتفاظ بها والقيام بكل مستلزماتها، لتبدأ معاناة الزوج. من الناحية الدرامية، تبدو القصة مستهلكة، غير أن المخرج استطاع، ولأزيد من ساعتين، أن يجعل منها من أجمل القصص التي تعرض في مهرجان ''كان''. فيلم ''أمور''، أو ''حب''، شحنة كبيرة من الإبداع الفني والفلسفي، وكذا الإحساس الإنساني الراقي، حيث كشف خلالها البطلان عن قدرات تمثيلية مميزة، استغلها المخرج مايكل إناك بذكاء شديد، عبر التركيز على المشاهد القريبة جدا، والاعتماد على الصوت الطبيعي دون موسيقى، إضافة إلى الصمت الذي وظف بطريقة مبهرة. وما ميّز الفيلم أيضا اهتمام المخرج بالتفاصيل الدقيقة للمريض وما يعانيه محيطه، حيث يظهر أنه اعتمد حتى على الدراسات النفسية. كما بدا واضحا أن الفيلم اشتغل عليه من كل الجوانب، فالكاميرا رصدت كل الإيماءات والإيحاءات والحركات، ناهيك عن الإبداع الفردي للشخصيات الخمس، الذي يشدّ المشاهد إلى آخر لقطة من الفيلم.