* يقترب الروائي صلاح شكيرو من انهاء روايته الجديدة "موعد مع القدس"، والتي يتطرق فيها إلى القضية الفلسطينية وظاهرة اليهود بتناقضاتها، لينقلنا إلى ظاهرة الإرهاب التي يقول * عنها، أنها ليست دائما متأتية من دافع ديني. * يسلط الروائي صلاح شكيرو في روايته الجديدة الضوء على معاناة الفلسطينيين، وذلك من خلال قصة جد مشوقة، ومن ذلك يتطرق الكاتب إلى بعض الشخصيات اليهودية المعروفة كالصحفي "هيريت"، وكذلك المخرج الإسرائيلي "عيران رتلس" صاحب فيلم "الزوجة السورية"، و"أشجار الليمون"، ليقول الكاتب أنه يخيل لنا من خلال الشخصيتين السابقتين التي غالبا ما تظهر مواقف ايجابية ضد القضية الفلسطينية، أنهما غير يهوديان. * ويضع شكيرو الظاهرة اليهودية تحت المجهر، حيث يسلط الضوء على ما يعتبره تناقضا يعرفه اليهود، إذ أن اليهود الذين يحسبون أنفسهم "أصحاب أفكار نيرة"، على أساس أنهم أول من نادوا بحقوق الإنسان وحرية التعبير ودافعوا عن الأقليات وكانوا من واضعي علم التحليل النفسي، هاهم يتناقضون مع ذواتهم من خلال ممارساتهم الإضطهادية في فلسطين. ليواجه الكاتب اليهود الذين لطالما عبروا عن احتجاجهم عن ما قام به "الغيستابو" الألماني في حقهم، وهاهم يعيدون الكرة في فلسطين. * ولعل من أهم ما جاء في هذه الرواية هو رسم الكاتب لحرب الإخوة الفرقاء بطريقة جد مشوقة، ليقول لنا أن هذه الفتنة امتدت حتى إلى الأسر ومست علاقات الحب فيها، إضافة إلى تفسيره لظاهرة الإرهاب والعمليات الانتحارية، التي حسبه ليست بالضرورة بدافع ديني. * وينسج الكاتب خيوط روايته انطلاقا من سينمائي فلسطيني شيوعي متزوج من شيوعية إيطالية، وبعد سقوط حائط برلين تزول أسباب زواجهما، ليجد الإثنان أن حياتهما ذهبت هدرا بعد 56 سنة. فيقرر هذا المخرج العودة إلى فلسطين، وانجاز فيلم حول الانتفاضة هناك، لكنه يعاني مرارة الحياة هناك، ليجد نفسه في مأزق، وأنه بين مطرقة "حماس" وسندان فتح، حيث يحاول كل طرف استعماله لصالحه، فيما يحاول الإسرائيليون كسبه لضرب الإثنين. * ويستقر المقام بالمخرج مع الحماسيين، إلى أن تقع في حبه امرأة فلسطينية، والعلاقة أيضا تصبح محل عصف ونزاع نتيجة الإختلاف في التوجه السياسي. * ويحدث أن تُقتل أم هذا الشاب، فيضطر للانتقام، ويتجه إلى تفجير نفسه في إحدى المدارس الإسرائيلية المشجعة للتطرف الصهيوني، لكنه سرعان ما يتذكر وصية أمه له، التي شددت فيها على أن لا يقتل الأطفال الأبرياء، وفعلا يتردد هذا الشاب، قبل أن ينفجر لوحده، تاركا رسالة وراءه، توحي بأن فداءه هو من أجل السلام فقط، خاصة بعد أن رفض في البداية قتل جندي إسرائيلي وهو في طريقه إلى هدفه. * وستصدر هذه الرواية عن دار الساقي اللبنانية مطلع هذه السنة، بطبعة باللغة العربية.