منعت مصالح الأمن آلاف الطلبة من السير نحو وسط مدينة تلمسان، في أكبر مسيرة طلابية عرفتها جامعة تلمسان، منذ حادث الانفجار الذي أودى بحياة ثمانية من الطلبة وعاملة بحي بختي عبد المجيد الجامعي مساء الجمعة. وقد تجمع، صباح أمس، الآلاف من الطلبة في تأبينية حاشدة بساحة القطب الجامعي الجديد بحي إمامة بلدية منصورة، وبحضور عمداء كليات جامعة تلمسان، والمئات من الأساتذة يتقدمهم مسؤولو ''الكناس''، حيث جاء في تدخل رئيس المكتب الولائي لنقابة أساتذة التعليم العالي أن الأسرة الجامعية صدمت بالحادث المأساوي، وأن الأساتذة متضامنون مع الطلبة ومصرون على تشديد العقاب على من تثبت في حقهم مسؤولية الحادث الأليم. وقد ردد الطلبة الذين تجاوز عددهم ال7 آلاف طالب، حسب تقديرات الجهات المنظمة، الشعارات التي تعودوا عليها منذ أيام مثل ''يا للعار يا للعار.. وزارة بلا قرار''، و''طلبة غاضبون للأوضاع رافضون''، وبعد لحظات قليلة من وقفة ساحة القطب الجديد التي كانت للترحم على أرواح الضحايا والدعاء بالشفاء للجرحى، خرج الطلبة باتجاه حي البشير الإبراهيمي 2000 سرير ببلدية منصورة، دائما وبعيدا عن وسط مدينة تلمسان، حيث حالت مصالح الأمن المنتشرة بقوة دون تحرك المسيرة نحو وسط المدينة. وقد تلا الطالب محمد تيبحار، رئيس فرع الاتحاد العام الطلابي الحر، الجهة التي دعت ونظمت التأبينية والمسيرة، البيان الختامي الذي جاء فيه على الخصوص مطالبة وزارة التعليم العالي بمتابعة مجريات التحقيق، الذي يجب أن يكون جادا وعميقا، وليس سطحيا من أجل تحديد المسؤولية بدقة، مع المطالبة بإجراءات فورية لإطلاق مشاريع مستعجلة تخص المراقبة التقنية للأحياء والإقامات الجامعية القديمة، حتى لا تتكرر فاجعة انفجار تلمسان، الذي أودى بحياة 8 من خيرة الطلبة الجزائريين. وقد تم على هامش المسيرة جمع تبرعات رمزية، سيتم تقديمها إلى عائلة العاملة التي قضت نحبها في الانفجار.