خرج الطلبة، صبيحة أمس، ولليوم الثاني، في مسيرة جابت شوارع مدينة تلمسان للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا انفجار حي بختي الجامعي. كانت انطلاقة الطلبة من مصلحة الاستعجالات قرب مستشفى تلمسان الجامعي، أين مازال يرقد جرحى الانفجار، ليجوب الطلبة، الذين كانوا في أغلبهم من المنتسبين إلى المدرسة التحضيرية للعلوم والتقنيات، ورافقهم في ذلك عشرات الطلبة من تخصصات أخرى، وسط مدينة تلمسان باتجاه حي الكرز، ثم شارع محمد الخامس والحوض الكبير، نحو كلية الطب الدكتور بن زرجب، حيث تجمع الطلبة لترديد شعارات عبرت عن قمة التذمر من الوضعية التي آل إليها الطالب الجامعي، رغم ما تم صرفه من ملايير الدينارات من خزينة الدولة لتحسين وضعيته البيداغوجية والاجتماعية، ليعود الطلبة إلى عائلاتهم في نعوش نحو القبور، وهو ما جسدته الشعارات التي كتبها ورفعها الطلبة ورددوها جماعيا، مثل ''..المسؤولون في القصور والطلبة في القبور''، و''يا للعار.. يا للعار وزارة بلا قرار''، و''طلبة غاضبون للأوضاع رافضون''. وقد تم تأطير المسيرة الطلابية من قبل قوات الأمن التي تنقلت مع الطلبة مخافة اختراق صفوفهم من قبل المشاغبين، وانتهت المسيرة بوقفة احتجاجية بكلية الطب قرب الحوض الكبير، وأحضرت مصالح الأمن عشرات الحافلات لنقل الطلبة نحو الحي الجديد الذي خصص لهم بحي بوهناق ببلدية منصورة، لتفادي المسير نحو نقاط أخرى. تسعة مصابين يغادرون المستشفى من جهة أخرى غادر أمس تسعة طلبة من الذين أصيبوا في الانفجار الذي هز الإقامة الجامعية بختي عبد المجيد مستشفى تلمسان بعد أن تماثلوا للشفاء، بينما يبقى 11 طالبا آخر يتلقون العلاج، على أن يغادروا مصلحة الجراحة ''أ'' في الساعات القادمة. من جهته دعا، أمس، المجلس الوطني لأساتذة لتعليم العالي والبحث العلمي ''الكناس'' جميع الأساتذة إلى شلّ كل الأنشطة البيداغوجية، والتوقف عن التدريس طيلة الفترة الصباحية ليوم غد الأربعاء، مع تنظيم اعتصامات احتجاجية حاشدة قبالة كل عمادات المؤسسات الجامعية المتوزعة عبر الوطن، تنديدا بسوء التسيير الذي أدّى إلى كارثة الانفجار التي وقعت في تلمسان، وأودت بحياة ثمانية طلبة لحد الساعة. ووصف بيان المجلس، الذي تحوز ''الخبر'' على نسخة منه، الطلبة الذين قضوا نحبهم إثر الانفجار المُروّع الذي وقع الجمعة الماضية داخل مطعم الإقامة الجامعية بختي عبد المجيد وسط مدينة تلمسان بالشهداء، مُحملا مسؤولية هذه الكارثة إلى ما أسماه سياسة ''التبزنيس'' التي حلّت محل التسيير في الوسط الجامعي، لاسيما داخل الأحياء الجامعية، مُطالبا الأساتذة بتسجيل وقفتهم الاحتجاجية عن طريق هجر مدرجات التدريس في كل جامعات الوطن يوم غد، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي الدامية مستقبلا. من جهة أخرى تشرع اليوم لجنة التحقيق المنصبة من طرف وزارة التعليم العالي في جمع المعلومات الخاصة بحادث انفجار الغاز في إقامة بختي عبد المجيد بتلمسان، لتحديد المسؤوليات، واتخاذ الإجراءات، موازاة مع إعلان الوزارة عن مجموعة من الترتيبات المرافقة لهذا القرار. وأكدت مصادر مطلعة من وزارة التعليم العالي ل''الخبر'' بأن اللجنة المذكورة تتشكل من مسؤولين من ذات الهيئة، إلى جانب ممثلين عن الأساتذة والطلبة وعمال القطاع، أوكلت لهم مهمة إعداد تقرير حول الأسباب التي أدت إلى الحادث وجميع الأطراف المتورطة فيه، علما أن الوزارة أوقفت عن العمل، وإلى غاية انتهاء التحقيقات القضائية في الملف، كل من مدير الخدمات الجامعية الولائي ومدير الإقامة ورئيس مصلحة الإطعام فيها. في المقابل قررت الوزارة، عقب اجتماع مطول لإطاراتها المركزية عقد طيلة أول أمس، تأجيل تنظيم مسابقات الالتحاق بالمدارس الوطنية العليا إلى تاريخ غير محدد، ونفس الإجراء طبق على امتحانات نهاية السنة في المدرسة التحضيرية للعلوم والتقنيات بتلمسان، أين كان ضحايا الحادث الأليم يزاولون دراستهم، إذ استجابت الوزارة لنداء التنظيمات الطلابية القاضي بإرجاء الامتحانات إلى تاريخ لاحق ، وذلك مراعاة للأوضاع النفسية لزملائهم، فيما سيتم تحويل الطلبة نزلاء الإقامة المعنية إلى إقامات جامعية مجاورة. واستكمالا لهذه الإجراءات اتخذت الوزارة الوصية قرارا باستحداث ميكانيزمات مراقبة جديدة على مستوى مؤسسات التعليم العالي والأحياء الجامعية قريبا، تتمثل في تنصيب جهاز دائم وظيفته متابعة مدى تطابق أنظمة الإنذار من المخاطر مع المقاييس المعتمدة عالميا.