انطلقت، صباح أمس، حملات الدعاية لمرشحي جولة الإعادة لانتخابات الرئاسية المصرية بين شفيق ومرسي، المقرر إجراؤها يومي 16 و17 جوان، وسط حالة من الذهول مازالت تخيم على الشارع المصري، ومظاهرات كبيرة في الإسكندريةالمدينة التي انتخبت حمدين صباحي. قال محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، إنه سيحترم حقوق المرأة والأقباط، ولن يفرض الحجاب بقانون على أحد، واصفا فرض الحجاب بالقوة بأنه خروج عن الشريعة الإسلامية، وأوضح مرسي أنه سيختار نواب لرئيس الجمهورية من خارج جماعة الإخوان المسلمين، وأضاف، في مؤتمر صحفي، أنه سيسعى لتشكيل حكومة ائتلافية حال فوزه برئاسة الجمهورية. وطالب المصريين بإنقاذ الثورة عن طريق التصويت له، مؤكدا أنه سيحقق مطالب الثورة حينما يصبح رئيسا للجمهورية. من جهته طالب الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء الرئيس المخلوع حسني مبارك، بالتسامح وتجاوز الماضي، معربا عن أنه سيحقق مطالب الثورة، وسيعيدها إلى الشباب بعدما سرقها منه الإخوان المسلمون. وعلى مستوى الشارع بدأت حملة استقطاب ضخمة من كلا المرشحين، حيث اعتمد مرسي، في دعايته، على فكرة أن اختياره سيكون إنقاذا للثورة، واستغل المساجد في الدعاية له، واعتمد شفيق في دعايته على أنه سيحقق الأمن والاستقرار، وعلى يديه لن تتحول مصر إلى خومينية إيرانية جديدة تخضع لأوامر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، واعتمد في دعايته على قواعد الحزب الوطني المحل. وانتشرت النكت والتعليقات الساخرة على كلا المرشحين في الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال البعض عن تصريح أحمد شفيق بأنه سيعيد الأمن في 24 ساعة، كيف يفعل هذا وهو لا يستطيع حماية مقر حملته الانتخابية من الحرق. كما انتشرت تصريحات لشفيق أثناء اجتماعه برجال أعمال الغرفة التجارية المصرية والأمريكية، قال فيها إنه سيسجن كل من يعترض على صندوق الانتخابات حينما يصبح رئيسا، مؤكدا أن العقوبة قد تصل إلى الإعدام، ونشرت هذه التصريحات صحيفة ''الواشنطن بوست'' الأمريكية. أما شباب الثورة فهم حائرون ما بين المقاطعة ودعم محمد مرسي، إلا أن هناك دعوات قوية لما يسمى بالطريق الثالث، وهو العودة لميدان التحرير، حيث قالت القيادية بتنظيم الاشتراكيين الثوريين، رشا عزب، ل''الخبر'': ''دعونا قبل الانتخابات للمقاطعة، ولم يستمع لنا أحد فهي مسرحية هزلية، يحاولون فيها صناعة شرعية للفساد وعودة نظام مبارك''، وأكدت على أن الشارع هو الحل، وعلى السياسيين أن يتركوا الشارع للثوار، فالزمن يثبت أن الثوار كانوا دائما على حق، وأشارت رشا عزب، في حديثها، إلى أن ''الشارع لن يصمت على هذا العبث. وتولي شفيق رئاسة مصر درب من دروب المستحيلات، ولن يحدث إلا على جثث الشعب المصري''. وفي سياق مواز تصدر المحكمة حكمها النهائي في قضية مبارك يوم السبت القادم، وسط ترقب من الجميع، وتوقعات بحرب شوارع في حالة إعطائه حكما مخففا أو الحكم ببراءته. وفي محاولة لتهدئة الرأي العام الغاضب قرر النائب العام تحويل نجلي مبارك، علاء وجمال، إلى محكمة الجنايات بتهمة التلاعب في البورصة. ويقول المحامي الحقوقي، نشأت أغا، في تصريح خاص ب''الخبر''، إنه يتوقع حكما متوسطا على مبارك وقتلة الشهداء، وسيتم إلغاؤه في النقض، وربما يكون الحكم لتهدئة الرأي العام لا أكثر، مشيرا إلى أن المحاكمة جرى فيها تلاعب من خلال أدلة الإدانة الحقيقية ضد مبارك، التي لم تقدم للمحكمة، وتم إتلافها. وأكد نشأت أغا أنه يتوقع ثورة قادمة لو لم يتخذ المجلس العسكري إجراءات لدعم الثورة.