سادت حالة من السخط والاستياء وسط الشارع المصري، بمجرد إعلان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة النتيجة النهائية للجولة الأولى، التي أفرزت صعود مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك، الجنرال أحمد شفيق، إلى الدور الثاني، المقرر يومي 16 و17 من الشهر المقبل، حيث خرج الآلاف في مظاهرات عبر مختلف المحافظات المصرية، تعبيرا عن رفضهم لهذه النتيجة، فيما يعمل شفيق على إقناع محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتولي منصب رئيس الوزراء، وذلك لاستمالة أنصاره. أعلنت، أمس، اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المصرية أن جولة الإعادة انحصرت بين الدكتور محمد مرسي وأحمد شفيق، نتيجة حصولهما على أعلى الأصوات، حيث حصل مرسي على خمسة ملايين و764 ألف و952 صوت، تلاه أحمد شفيق الذي حصل على خمسة ملايين و505 آلاف و327 صوت، مشيرة إلى أن نسبة التصويت بلغت 42,46 بالمائة. وتباينت ردود فعل أهالي شهداء الثورة المصرية، بعد الإعلان عن النتيجة الرسمية للجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، بين مقاطع ومجبر على تأييد مرشح الإخوان، للتصدي لشفيق. وأكدت ميري دانيال أخت الشهيد مينا دانيال، أنها مع المقاطعة وعدم التصويت لا لمرشح الجماعة، التي تطمح إلى الاستيلاء على السلطة بعد حصولها على الأغلبية في مجلسي الشعب والشورى، ولا على أحمد شفيق، الذي قال إن مبارك مثله الأعلى. وأضافت في تصريح ل''الخبر'' أن ''المقاطعة أحسن حل، لكن يجب أن تكون مقاطعة جماعية ومنسقة، لا منفردة حتى لا نترك الفرصة لأنصار أي من المرشحين لحشد الناخبين، ممن يرفضون مبدأ المقاطعة، وقررنا تنظيم مليونية الجمعة المقبل، والخروج في مسيرات ابتداء من اليوم، حتى نبين لمن يريد إجهاض الثورة، أننا موجودون وأن الثورة مستمرة''. أما الحاج علي الجندي والد الشهيد إسلام، أول شهيد سقط من السويس، فيطمح إلى عودة الاستقرار إلى البلاد، قائلا ل''الخبر'': ''النتيجة كانت مفاجأة للجميع، وقد وجدنا أنفسنا أمام خيارين، وقررنا تأييد الدكتور محمد مرسي بعيدا عن كونه من جماعة الإخوان المسلمين، التي أثبتت فشلها في مجلس الشعب، وعدم التزامها بوعودها وكلامها، حيث أعلنت قبل انهيار نظام مبارك أثناء الثورة، عدم طمعها في السلطة، لكنها عدلت عن قرارها بعد النتائج التي جنتها الثورة''، معقبا: ''انتخاب الإخوان معناه استمرار الوضع كما هو عليه، وأن الثورة التي دفع ثمنها الشباب من دمائهم الزكية، ستستولي عليها جماعة كانت تهادن النظام السابق وتعقد صفقات معه، ومع ذلك قرر بعض أهالي شهداء محافظة السويس دعم مرسي، لأننا لن نسمح بفوز شفيق''.