اعتبر الباحث في الحركة الوطنية وعضو المكتب الوطني لجمعية الثامن ماي، الدكتور أحمد تواقين في تصريح ل''الخبر''، صباح أمس، على هامش الوقفة الترحمية السنوية لرحيل مصالي الحاج، بمقبرة الشيخ السنوسي بتلمسان، أن ''الاحتفالات المخلدة لخمسينية الاستقلال لا معنى لها، إذا لم يتم التصالح مع تاريخ الأمة ومنه تاريخ الحركة الوطنية وزعيمها مصالي الحاج''، مضيفا أن المناسبة حافز قوي إذا تبناها المجتمع المدني، وإذا توفرت الإرادة السياسية، ليتمكن الشباب، حسبه، من التصالح مع تاريخه ومع رموزه في الوطنية والدعوة إلى الاستقلال المحتفل به ومن هذه الرموز مصالي الحاج دون منازع. وأوضح أحمد تواقين من جهة أخرى، بأن المسؤولية مشتركة بين السلطة وبين المؤرخين الذين عليهم توخي الحياد والموضوعية في تناول مثل هذه القضايا الحساسة، التي يجب أن يحتكم فيها إلى التاريخ دون إقصاء أحد من صناع هذا الاستقلال، مضيفا ''وبهذه الطريقة فقط ستكون لخمسينية الاستقلال دلالات وأبعاد وطنية''. وتلى أحد الشباب، بالمناسبة، رسالة على هامش الوقفة، باسم الوفود التي جاءت من عدة ولايات من منطقة القبائل وولايات باتنة والجلفة وبومرداس وتيبازة والجزائر العاصمة وبسكرة والبويرة وتلمسان، وحضرها سياسيون وإعلاميون ومثقفون، جاء فيها أن الجزائر توجد في مفترق الطرق لاختيار أنجع السبل من أجل المصالحة مع تاريخها، والشروط متوفرة لإزاحة كل الحواجز ومنها سياسة الإقصاء التي خلفت فجوة بين الأجيال وبين تاريخ الجزائر الحديث. وطالب الموقّعون على الرسالة، بضرورة إخراج التاريخ من النفق. للإشارة غاب عن وقفة، أمس، الرسميون والمسؤولون وعاد فيها العلم الوطني ليوضع على قبر مصالي الحاج، مثلما وضعه بإصرار المناضل المرحوم العربي حميدو على نعش مؤسس حزب الشعب الجزائري ذات يوم.