أشادت السيدة جنينة مصالي بن قلفاط، أمس، في الجلسة الافتتاحية للملتقى الدولي حول مصالي الحاج بالمبادرة التي اتخذتها جمعية التلاميذ القدامى لمدارس وثانويات تلمسان لتنظيم لقاء حول مسيرة ونضال والدها .( وأ) وخلال إعطائها إشارة انطلاق الأشغال بوصفها الرئيسة الشرفية للملتقى، ذكرت المتدخلة أن هذا اللقاء ينعقد تحت شعار ''هذه الأرض الطيبة ليست للبيع'' ويخلد الذكرى الخامسة والسبعين للخطاب التاريخي الذي ألقاه مصالي الحاج بالجزائر العاصمة يوم 2 أوت 1936 أمام أنصاره. ويبرز هذا الخطاب إصرار مصالي الحاج على مواصلة نضاله السياسي رغم منع الإدارة الاستعمارية حزب نجم شمال إفريقيا الذي يعد أول حزب سياسي يطالب صراحة منذ 1926 بالاستقلال الوطني. وحسب المؤرخين أخذ مصالح الحاج يوم 2 أوت 1936 أمام جمع غفير حفنة من التراب قبل أن يقول ''هذه الأرض المباركة هي أرضنا وليست للبيع ولا للمساومة. ولها أبناؤها وورثتها. إنهم هنا أحياء ولا يرغبون منحها لأحد''. وأوضحت السيدة جنينة مصالي بن قلفاط أن هذه الصيحة صدرت عن شخص غاضب يرفض ربط بلاده بكيان استعماري، مضيفة أن مصالي الحاج ألهب الجماهير وبعث فيهم الروح الوطنية. مذكرة بأسماء البعض من رفقاء أبيها الذين ساهموا في تنظيم الحركة الوطنية وتأسيس حزب الشعب الجزائري. كما أكدت المتحدثة أن هذا اللقاء يعد فرصة ''للمصالحة مع الذاكرة'' و''البحث في التاريخ''. وخلال نفس الجلسة تدخلت السيدة كريمة بن يلس ممثلة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية لتحيي باسم الوزير مبادرة عقد ملتقى حول مصالي الحاج. كما تلت رسالة الدكتور جمال ولد عباس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الذي أشاد في رسالته بتنظيم هذا اللقاء. ومن جهته، أبرز الدكتور عبد الحميد حجيات مدير مخبر الدراسات التاريخية والحضارية لجامعة تلمسان الذي يساهم في التنظيم العلمي للملتقى بالجهود التي تبذل من طرف فرق البحث الجامعية في جمع كل المعلومات حول الحركة الوطنية وتخصيص مواضيع لرسائل جامعية. يذكر أنه برمجت لهذا اللقاء الذي يختتم اليوم عدة مداخلات من قبل أساتذة وباحثين في التاريخ المعاصر من الجزائر وفرنسا لتسليط الضوء على شخصية ومسيرة المناضل الكبير مصالي الحاج. وكان الملتقى الدولي حول مصالي الحاج (1898-1974) قد افتتح، أمس، بتلمسان، ويعد الملتقى الثاني من نوعه الذي يخصص لهذه الشخصية البارزة في تاريخ الجزائر المعاصر بعد ذلك المنظم سنة 2000 بنفس المدينة.