إنّ الابتلاء نعمة أكيدة نحمُد الله عليها.. نعم، نعمة مِن نِعَم الله عليك ودليل على حُبِّه لك، فلا تستعجب ولا تعجز ولا تعجل، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنّ الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم، فمَن رضي فله الرِّضا، ومَن سخط فلهُ السّخط'' رواه الترمذي. إنّ الله إذا أحَبّ قوماً ابتلاهم للأسباب التالية: لتكفير ذنوبهم فى الدُّنيا قبل الآخرة، ولرفع درجاتهم فى الجنّة، وليختبر قوّة صبرهم وإيمانهم بقضاء الله وقدره خيره وشرِّه. قال تعالى: {وَلَنَبلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأموالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرينَ × الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ × أُولِئكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ} البقرة 155 .157 ومن فوائد الابتلاء أيضاً الشُّعور بالتّفريط في حقّ الله واتّهام النّفس ولومها، وفتح باب التوبة والذُّلِّ والانكسار بين يدي الله، وتقوية صلة العبد بربّه، بالدّعاء والرّجاء والسّعي لرضا الله، وتذكُّر أهل الشَّقاء والمحرومين والإحساس بآلامهم، وتذكّر أن أكمل النّاس إيماناً أشدّهم ابتلاء عند الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''أشدّ النّاس بلاء الأنبياء، ثمّ الصّالحون، ثمّ الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتدّ به بلاؤه، وإن كان في دينه رقّة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتّى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة'' حديث حسن صحيح.