أيُّها المسؤول.. اعلم، وفّقك اللّه، أنّ الأمير المخلص لا يهدأ فكره ولا تسكن خواطره، ولا يصفو قلبه ولا يستقر لبّه حتّى يؤدّي ما عليه، ويبذل جميع ما لديه.
فالخلق في شغل عنه وهو مشغول بهم، والرّجل يخاف عدوًّا واحدًا وهو يخاف ألف عدوّ، والرّجل يضيق (...)
تيقَّن أنّ رزقك سوف يأتيك على ضعفك، وأنّ ما قُدِّر لماضغيك أن يمضغاه لابُدّ وأن يمضغاه، ولقد رزقك وأنت في ظلمة الرّحم وظلمة البَطن بين الأحشاء، ولقد شقّ لك الفم وأوجد لك البلعوم، وركّب لك المعدة ووصلها بالأمعاء، والخالق العظيم لهذه الأمور هو المتكفل (...)
قال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن أمسى كالاًّ من عمل يديه أمسى مغفورًا له”، أخرجه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما. وضعّفه السيوطي في الجامع الصغير، ثمّ اقصد بجِدِّك واجتهادك كفاية أهلك وأولادك وحمايتهم من السؤال لتدرك بِشارة النّبيّ صلّى (...)
إن ضاقت عليك الدّنيا فداوها بثلاث: الأوّل: صبر تذكّر فيه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وجوعه، وأنّه كانت تمضي عليه الأيّام وهو يربط الحجر على بطنه من الجوع. ولا يكون الصّبر إلاّ بالتّحمُّل لمراد اللّه من غير شكاية، والطمأنينة بوعد اللّه من غير (...)
اعلم أنّ للفقير آدابًا من جملتها: أن لا يكره ما ابتلاه اللّه به من الفقر، وهذا واجب عليه. وأرفع من هذا أن يكون راضيًا بالقدر، وأرفع منه أن يكون فرحًا به لأنّ اللّه رضيَ له ذلك، فإنّ الفقير إذا لبس درع الرضا سلم من حراب الجزع وأسنَّة السخط ونبال (...)
قال عليه الصّلاة والسّلام: ''يا أيّها النّاس إنّ هذه الدّنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمَن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشدّة. ألاَ وإنّ الله تعالى خلق الدّنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى، فجعل بلوى الدّنيا لثواب الآخرة سببًا (...)
جعلتُ الرّكعتين الأخيرتين مخصّصتين لشُكر نِعَم اللّه الظاهرة والباطنة. أقرأ فيهما سورة يس؛ أربع صحائف في الركعة الأولى، واثنتين في الثانية، وأطيل بفضل اللّه الشُّكر بما يفيض اللّه عليّ ويلهمني، وللّه الحمد أن ألهمني الحمد لحمده حيث إنّ كلّ حمد يحتاج (...)
كنت استيقظ في أول الثلث الأخير، حيث يبدأ وردي مع اللّه بالتهجد ست ركعات، خصصت فيها الركعتين الأوليين للثناء على اللّه بما يليق بجلاله، والصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم بما يليق بجنابه؛ منها: اللَّهم صلّ على سيدنا محمد صلاة ترضيك وترضيه وترضى (...)
بتوفيق اللّه لا أعلم أنّه فاتتني صلاة الفجر مع الجماعة، منذ كان عمري السّابعة وإلى كتابة هذه الوصية، إلاّ في ساعات مرض مقعد أو إنهاك تُعَدُّ أيّامه في حياتي على الأصابع، وأرجو من اللّه الثبات حتّى الممات.
ومنذ سنّ الرابعة عشرة ما صلّيت الفجر إلاّ (...)
العالم متواضعٌ بين يدي اللّه، خادمٌ لعباد اللّه، إنْ طُلبتَ منه حاجة قضاها، أو مساعدة لضعيف أدّاها، أو معونة ليتيم أو أرملة أو مسكين غذّاها، حَسَنُ المداراة لجلسائه، رفيقٌ لطيفٌ بمَن يسائله، يتجافى عن الدّنيا، ويبتعد عن الرزايا، ويفرُّ إلى اللّه من (...)
إنّ للعالم صفة أو صفات عليه أن يتّصِف بها، ليكون أهلاً لاقتداء الخلق به، فالعالم لا يمشي إلاّ إلى خير يريد به الأجر، فهو في مشيته حليم وقور غاضّ الطرف خازن اللّسان رفيق متأدب. وفي خلوته تجده تاليًا للقرآن، مشغوفًا بذِكر الرّحمن، متفكّرًا بالنّعم، (...)
وقدّم للحاكم النّصيحة على انفراد من غير أن يكون لك حظ أو مصلحة في نصحك إلاّ النّفع العام لدين اللّه وخلق اللّه ومنفعة الحاكم والوطن، وبيّن بنصيحتك ما يدفع السوء والشرّ عن الحاكم والأمة والوطن.
وإياك والممالأة للحاكم والمداهنة والمدح المفرط، فإنّ ذلك (...)
احذر أخي العالم كلّ الحَذر من تدخُّلك بالسياسة ومقارعة الحكام، أو منازلتهم أو التهجّم عليهم، أو ذِكر شيء من مثالبهم أو نقائصهم، فإنّما أنتَ طبيب مُدَاوٍ، ولستَ بقاضٍ حاكم، فانظر إلى الحاكم أنّه أخوك فانْصَحْهُ، أو ابنك فذَكِّرْه، أو أبوك فقدِّره (...)
أوصيك أخي العالم أن توقف نفسك ووجودك لنشر علمك وتعليم الخلق ودلالتهم على اللّه ورسوله والشّرع المطهّر، عملاً وتخلّقًا واتّصافًا، فإنّ اللّه تعالى أخذ العهد على العلماء أن لا يكتموا من علمهم شيئًا، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ (...)
إيّاك أن يزلّ لسانك بكذبة أو غيبة أو نميمة، فالعالم مُنَزَّه من ذلك، وإيّاك والسبّ والشّتم واللّعن فإنّها من أخلاق السّفلة، واجتنِب الطعن والتّقيص وإظهار عيوب الغير وإن كانت حقًّا، فالعالم مَن غضَّ عن النّقائص ورأى الكمال والفضائل، فعين الكمال لا (...)
اتّقِ اللّه في كلامك، فإنّ عليك رقيبًا عتيدًا {مَّا يَلفَظُ مِن قول إلاّ لدَيْهِ رقيبٌ عَتيدٌ}، فلسانُك قلَمُك، وريقك مداده، و''كلّ كلام ابن آدم عليه لا له، إلاّ أمرًا بمعروف أو نهيًا عن منكر أو ذِكرًا لله تعالى''.
فلا تنطق إلاّ بما تحبّ أن تراه يوم (...)
عليك بتقوى اللّه في اللقمة والكلمة. فاجتهد أن تأكل الرزق الحلال وإن قلّ، فإنّ اللُّقمة الحلال تكون في البطن نورًا يسري في العروق فيمدّها بالنُّور حتّى تتغذّى الأعضاء به، فعندها تبصر العين بنور اللّه، وتسمع الأذن بنور اللّه، وينطق اللِّسان بنور (...)
أخي العالم.. أمِتْ نفسك بمُراقبة الله فإنّه معك على كلّ حال، ومع كلّ نفس، وعند طرفة كلّ عين، ويعينك على هذا دوام ذِكر الله، وكثرة التفكُّر بعظمته، مرّة من طريق نعمه، ومرّة من طريق خلقه، ومرّة من طريق التفكّر بلقائه.
وحاوِل معي أن يكون ذِكْرك لله في (...)
أمّا إماتة النّفس: فالنّفس هي البلاء الأكبر للعالم، حيث تُدخِلُ عليه العجب بعلمه، وهو من الكبائر؛ فيحبط عمله، أو تُدخِل عليه الكبر وهو كذلك من الكبائر، وكفى بإبليس عالمًا متكبّرًا.
والنّفس تحيي في الإنسان الرياء في العلم والتعليم، وتنبت في القلب (...)
اجمع أصحابك وحرّصهم على جمع الزّكاة، فإذا جمعتم مبلغًا فاقسموه على خمس مجموعات، كلّ مجموعة خمسة أفراد ثمّ قوموا بزيارة المرضى في المستشفيات، وخاصة الفقراء، وخُذوا بأيديكم بعض مجامع الحلوى، فإذا دخلتُم على مريض فقدّموا له مجمع الحلوى ومعه مبلغًا من (...)
نسيبة بنت كعب، كنيتها أمّ عمارة، أنصارية من بني مازن. أسلمت عند ظهور الإسلام، وبايعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وشهدت معه غزوات أحد والحديبية وخيبر وحنين وعمرة القضاة ويوم اليمامة وبيعة الرضوان، وروت عدّة أحاديث عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام. (...)
إن استطعت أن تؤمِّن بعض الكتب الشّرعية، من التفسير والحديث، تقدّمها هدية إلى طالب العلم فينتفع بها وينفع ما دام الكتاب بين يديه؛ وهذه أيضًا صدقة جارية. أمّا إن ادَّخرت المال في الصندوق أو في البنك فسوف يذهب بين التركات وضريبتها، ولعلّه يصل إلى يد (...)
كُن في بيعك سهلاً سمحًا، لا تشديد ولا قسوة ولا عنف، لتكون بذلك عند الله محبوبًا، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''أحبّ الله تعالى عبدًا سمحًا إذا باع وسمحًا إذا اشترى وسمحًا إذا قضى وسمحًا إذا اقتضى'' أخرجه البيهقي والبخاري وابن ماجه.
وإذا بعت (...)