شهد اليوم الثاني من اللقاءات السينمائية العاشرة ببجاية، عرض ستة أفلام كاملة، لمخرجين جزائريين وفرنسيين، عالجت مجملها قضية الغربة والهجرة غير الشرعية وما يسمى في الشمال الإفريقي ال''الحرفة''. كان أول الأفلام المعروضة للمخرج الفرنسي ''سان سيلفستر''، بعنوان ''فليستريحوا في الثورة ''، حيث تطرق المخرج إلى إشكالية عشق الجماهير للثورات كوسيلة للتخلص من الديكتاتوريات والأنظمة العنيفة والفاسدة، ما جعل الجمهور الغفير يتجاوب بقوة مع لقطات الفيلم، التي تشبه ما حدث في الربيع العربي. وكان الموعد بعدها لعرض ثلاثة أفلام قصيرة، أولها فيلم ''نادا أبير'' للمخرجين بريسون وكونكلاف، اللذين عالجا قضية الاستبداد، من خلال قصة مجموعة من الشباب البرازيليين، الذين أودعوا في السجون بسبب محاولتهم الهجرة غير الشرعية، حيث يصور تعرضهم ل''الحرة'' والإهانة داخل السجن إلى درجة البحث عن الانتقام بأي وسيلة. بعدها تم عرض فيلم وثائقي للمخرجة الناشئة آمال كاتب بعنوان ''بصمات صغيرة للكفاح''. يروي الشريط قصة المناضل في حقوق الإنسان محمد كرومي، الذي اغتيل بمكتبه والصعوبات التي واجهها أنصاره لنشر إعلانات اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بوهران. أما الفيلم الثالث فحمل عنوان ''سكنت مرتين مع الغياب'' للمخرجة ظريفة مزنر، ويتناول قصة شاب يدعى سفيان وهو شقيق المخرجة، غادر الجزائر سنة 1992، ليستقر في إنجلترا وعدم توصل المخرجة إلى إيجاد ضالتها في بلدها. كما استمتع الجمهور بفيلم ''في طريق الجنة'' للمخرج التونسي الفرنسي ''أودو بن يمينة''، الذي عالج إشكالية الفخ الذي يقع فيه الكثير من الشباب الذين يريدون ضمان مستقبلهم من خلال ''الحرفة''. أما فيلم السهرة والذي هو من النوع الطويل للمخرج جمال بلوصيف بعنوان ''بئر الماء''، فيشير فيه إلى الأصالة والتمسك بالأوطان والهوية.