تشهد فعاليات الطبعة الحادية عشر من المهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي، بمدينة أزفون الساحلية بولاية تيزي وزو، عرض عدة أفلام سينمائية تطمح لنيل جائزة ''الزيتونة الذهبية''، ومعظمها لمخرجين شباب· وقد كانت المنافسة متباينة ومتوسطة نظرا لنوعية الأفلام، كما استطاع الفيلم القصير ''الخطف'' أن يلفت الأنظار· إنطلقت، أول أمس، منافسة نيل الزيتون الذهبية بقاعة الحفلات بعرض فيلم قصير تجريبي يحمل عنوان ''ذاشو مدشفيغ'' بمعنى ''ماذا تذكرت'' للمخرج بوبكر ولد محند، الذي يروي فيه قصة أب يحكي لابنته قصة حياته التي لخصها في ثلاث مراحل تاريخية تحمل روابط مشتركة ومتكاملة، وفضّل الأب أن يستخدم اللوحة الفنية الشهيرة للفنان والرسام ''ليوناردو ديفانشي'' كي يروي لابنه أهم الأحداث التي سجلت حياته في ثلاث مراحل، وهي القصة التي اقتبسها المخرج من الأغنية الشهيرة للفنان القبائلي آيت منفلات بعنوان ''ذاشو مدشفيغ''، مستخدما نفس الموسيقى المؤثرة· وبعده تلاه الفيلم الوثائقي التاريخي الذي يحمل عنوان ''أحمد أوالقاضي·· ملك القبائل'' مدته 50 دقيقة، للمخرج حسن آيت إفتان، حيث حاول المخرج من خلال هذا الفيلم إظهار أحمد أوالقاضي كشخصية تاريخية سجل اسمه في تاريخ منطقة القبائل والجزائر بأحرف من ذهب، حيث أظهر المخرج الصورة الحقيقية لهذه الشخصية التي شاركت في تاريخ مملكة كوكو، واعتمد المخرج في فيلمه على شهادة باحثين كبار في التاريخ لاسيما الباحثين الذين أنجزوا عدة بحوث تاريخية على شخصية أحمد أوالقاضي ومملكة كوكو، وكشف المخرج حسن آيت إفتان أن مدة إنجاز فيلمه تقدر بأربع سنوات، مرجعا ذلك إلى البحوث التي أجراها عن الشخصية التي تناولها في الفيلم· الفيلم الثالث الذي دخل المنافسة لنيل ''الزيتونة الذهبية'' هو فيلم يحمل عنوان ''لوكان'' مدته 13 دقيقة للمخرج أحمد جنادي، الذي تطرق إلى واقع الشباب الذين يحلمون ب ''الحرفة'' ويغامرون بأرواحهم في البحر المتوسط، حيث فضّل المخرج أن ينقل النظرة النقدية لحلم هؤلاء الشباب مظهرا الجانب السلبي الذي يحلمون به، وكشف في فيلمه أن الشباب الجزائري يحلمون بالهجرة حتى بالمغامرة بحياتهم ويتصورون الجنة في دول أوروبية، وهو الدور الذي جسده الممثل يوبا الذي يحلم بالهجرة كأفضل حل للبحث عن حياة أفضل في الضفة الأخرى· وأوضح المخرج من خلال الفيلم أن الجنة الحقيقية في الحياة هو البقاء في الجزائر·· وفي الفترة الليلية عرض فيلم ''المتاهة'' مدته 20 دقيقة، للمخرج أحمد نزيم العربي، التي تطرق من خلاله إلى مختلف المشاكل الاجتماعية التي تواجه الشباب الجزائري، حيث جسد فيلمه بشاب غلق على نفسه في غرفة مظلمة وفي كل مرة يحاول الخروج من عدة أبوابها ليرى النور، إلا وأنه يجد نفسه أمام واقع مرّ، وأن الواقع الاجتماعي لحياته في خطر ويصطدم بعدة ظواهر اجتماعية، كالمخدرات، السرقة، الجنس، القتل، الاعتداءات، الإجرام، البطالة، الهجرة غير الشرعية··· وغيرها من الظواهر· أما الفيلم الأخير من اليوم الأول من هذا المهرجان هو فليم وثائقي بعنوان ''الشيخ الحسناوي·· نغمة للدوام''، مدته 52 دقيقة، للمخرج أبلقاس أجو، حيث أظهر من خلال هذا الفيلم المشوار الفني للفنان القبائلي الشيخ الحسناوي، معتمدا على شهادات بعض أقاربه وأصدقائه في الصغر، وكذا شهادات بعض من بينهم الفنان آيت منفلات· وفي صبيحة أمس، تم عرض فيلم بعنوان ''َممٌٌٌُّفب ؟ِِفب'' مدته قرابة 16 دقيقة، للمخرجة فاطمة إيكان، تناولت فيه قصة حب بين الشابة صونيا وعشيقها سام، لكن صونيا أصيبت بمرض القلب وأخفت مرضها على عشيقها لحماية حبهما، لكن وفي ليلة من الليالي قام عشيقها ومجموعة من الشباب بتنظيم سهرة ''َممٌٌٌُّفب ؟ِِفب'' المعروفة بأمريكا، لكن حدث ما لم يحمد عقباه، بعدما وصلت صونيا متأخرة إلى الحفل، حاول عشيقها تخويفها لكنها سقطت على الأرض بشدة الخوف، وفارقت الحياة بالمستشفى إثر سكتة قلبية· وتلاها فيلم وثائقي بعنوان ''كونشيرتو لذاكرتين'' مدته 52 دقيقة، للمخرج أمبارك مناد، تناول فيه قصة شخصيتين تاريخيتين، الأولى هو المجاهد صالح ميكاشير، والثانية هو الفرنسي ميشال تايسورك الذي قضى فترة في الجزائر ابن الثورة، حيث روى كل واحد منهما ذكرياته خلال ثورة التحرير، وتحدثوا عن كيف كانوا يتوقعون المستقبل·