مثل سوريا اليوم، كمثل زوجة شابة تعيش في بيئة محافظة وقد تطلقت بعد أيام من زواجها. لذلك فالجميع من حولها يريد أن يتحكم بها. الأب يفرض عليها قيودا صارمة في الدخول والخروج. والأم لا تنفك تسدي لها النصيحة تلو الأخرى وتحذّرها من مغبة أقل خطأ ترتكبه حتى لو مدت يدها من شق الباب لتناول الحاجيات التي أحضرها صبي البقال الذي لم يبلغ الحلم بعد، والأخ يراقبها ويحظر عليها الخروج من دون شقيقاتها، والجار تسيل من عينيه نظرات الشبق والجشع حين يراها، ورجل عجوز يستغل ظروفها فيطلب الزواج منها بثمن بخس ''على عيبها''، وطليقها يحاول تدميرها نفسيا كي لا تحكي السبب الحقيقي لطلبها الطلاق منه. إن أي حل في سوريا الآن، مرتبط بأي حدث في العالم، فالثورة السورية كان عليها أن تنتظر في البداية الانتخابات التركية، ثم الانتخابات الروسية، فالانتخابات الفرنسية، وسوف تنتظر الانتخابات الأمريكية وعينها على الأزمات المالية التي عصفت بالأورو وبتقليص الأجور في إسبانيا وعرس الأمير وليام، وريثما ينتهي بان كي مون من وجبة السوشي، أما عربيا، فكان على الثورة السورية أن تنتظر الاستقرار في البلاد التي شهدت ثورات سابقة. وأصبح يقينا على الشعب السوري أن عليهم انتظار حتى وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ ريثما يسرّح شعره، رغم أنه أصلع.!.. باختصار، العالم يضع الثورة السورية اليوم على الlist Waiting