جاء في كلمة رئيس منتدى الشرق، الإعلامي وضاح خنفر، أمس في افتتاح فعاليات مؤتمر اسطنبول حول ''الإعلام الجديد بين الواقع والطموح''، والمنظم من قبل مركز العلاقات العربية التركية، أن الإعلام التقليدي في العالم العربي أصبح لا يساهم في صناعة الديمقراطية مثلما ساهم في صناعة وبناء الديكتاتوريات على مدار السنين بفعل خضوع بعض الإعلاميين للعصب المالية والحاكمة. وقال وضاح خنفر إن هذه المؤسسات الإعلامية التقليدية فقدت بوصلتها، وفقدت سبب تواجدها، وأصبح مصيرها في يد من يملكها ومن يمولها، وأصبح الإعلام الحقيقي -حسبه- يواجه بعد أشهر من ثورة الربيع العربي تحدي وجود بفعل ظهور مئات وسائل الإعلام والوسائط الإعلامية غير المهنية. وخاطب المتحدث مئات الشباب الذين حضروا المؤتمر من أكثر من 22 دولة قائلا ''إن الساكنين في فيسبوك وتويتر واليوتوب وكل الوسائط التفاعلية الجديدة فاشلون إذا لم يحسنوا التواجد في الأرياف والشوارع ومع الناس للبحث عن الموضوعية والواقعية بعيدا عن عدد الأصدقاء على الصفحات ووهم الإنجاز والتقوقع على الذات''. ودعا في ختام كلمته إلى تأسيس شبكات إعلامية ذكية تستثمر في الطاقات الخلاقة والكفاءات ضمن أطر وقيم تصب في خدمة الأوطان بعيدا عن الحزبية والإيديولوجيات. وعرف افتتاح المؤتمر تدخل الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان التركي ومستشار وزير النفط بحكومة أردوغان السيد مراد مرجان الذي تحدث عن تاريخ العلاقة العربية-التركية وما عرفته من تعثر بسبب خطط الاستعمار الغربي، إلى أن عاد الوعي إلى الأمة وبدأت تقطع أشواطا في التقارب، متوقعا أن تكون الأيام القادمة حافلة بالأحداث المهمة على المستوى الإقليمي، ودعا إلى تخلص العالم العربي والإسلامي من مخلفات الهيمنة الاستعمارية، مشيرا إلى أن نقطة الانكسار والخطر الحقيقي على الخريطة الإسلامية هي الحروب المذهبية والعقدية.