شدد رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، بدر الدين بلحجوجة، على أن اتحاديته لن تتحمل مسؤولية تورط العداءين بورعدة العربي وبوراس زهرة في تناول المنشطات، قبل مشاركتهما في الألعاب الأولمبية هذه الصائفة بلندن. قال رئيس الاتحادية، في تصريح ل''الخبر''، أمس، إن الاتحادية اتخذت إجراءات صارمة، منذ العام 2009، في مجال محاربة المنشطات، وتقتضي الإجراءات، مثلما يوضح، إخضاع العدائين إلى المراقبة الخاصة بمكافحة المنشطات، بمناسبة أي منافسة رسمية تنظم في الجزائر. وأوضح المتحدث بأن الاتحادية تقدر أنها فعلت ما كان يجب أن تفعله أي اتحادية مسؤولة في مجال مكافحة المنشطات، بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الجزائرية. وأضاف أن الهاجس، في الوقت الراهن، ليس حالة بورعدة وبوراس، وإنما يتمثل في احتمال تورط عدائين آخرين، معنيين بالمشاركة في أولمبياد لندن، في تناول المنشطات، وبالتالي تصبح الفضيحة أكبر، موضحا بأنه لن يتسامح مع أي عداء يثبت أنه متورط في تناول المنشطات. العداءان والمدربان ينفون ويطالبون بتحاليل معمقة نفى العداءان العربي بورعدة وزهرة بوراس مسؤولياتهما في تناول المنشطات، عندما استمتعت لهما الاتحادية، مباشرة بعد عودتهما من البنين، حيث كان العداءان يستعدان للمشاركة في بطولة إفريقيا. وقال بلحجوجة إن العداءين نفيا مسؤوليتهما في تناول المنشطات، رغم أن التحاليل الأولى أثبتت أنهما متورطان، وقد حذا المدربان عمار بوراس وأحمد ماهور باشا، حذو العداءين ونفيا مسؤولية توريط العداءين زهرة وبورعدة في الفضيحة، في جلسة الاستماع، مثلما يقول رئيس الاتحادية. واستبعد رئيس الاتحادية حدوث معجزة في التحاليل الثانية التي طلب العداءان إجراءها، وقال إنه كان ينتظر نفي العداءين والمدربين مسؤوليتهما في تناول المنشطات. وطلب العداءان إجراء تحاليل معمقة، على حسابهما الخاص، وعليهما انتظار النتائج الثانية لإثبات براءتهما، إلا أن المتحدث أكد أن العداءين لا يمكنهما المشاركة في الألعاب الأولمبية القادمة، إلا إذا قدما الدليل الذي يعكس نتائج التحاليل الأولى التي تتطلب وقتا قبل الكشف عنها. وقال إن العداءين بورعدة وبوراس ومدربيهما تمسكوا بإجراء تحاليل ثانية، مثلما تتضمنه القوانين، لإثبات العكس، وهو حق تكفله قوانين الاتحادية الدولية، حسب بلحجوجة. وعن سؤال حول العقوبة المحتملة التي ستعتمدها الاتحادية الدولية ضد العداءين، أوضح رئيس الاتحادية بأنها لن تقل عن الإقصاء عن عامين مع احتمال رفع المدة إلى أربع سنوات، حسب ظروف كل حالة. نهاية الحلم الأولمبي تأسف رئيس الاتحادية للمنعرج الذي أخذه مستقبل العداءين بورعدة (العشاري) وبوراس (800 متر)، بعد فضيحة تناولهما المنشطات، وقال بلحجوجة إن بورعدة وبوراس يمثلان أمل ألعاب القوى الجزائرية، وكانت الاتحادية تراهن عليهما كثيرا في الأولمبياد القادم بلندن، إلا أن الظروف جاءت مخالفة لآمال الاتحادية، وبالنسبة له، فإن زهرة وبورعدة شابان ويملكان مؤهلات كبيرة لبلوغ الأدوار النهائية في أولمبياد لندن، معبرا عن أسفه لحرمان العداءين من المشاركة في هذا الموعد الذي انتظراه طويلا. إستراتيجية مكافحة المنشطات في خبر كان تعكس فضيحة تناول العداءين بورعدة وبوراس المنشطات، افتقار الجزائر لاستراتيجية دقيقة لمكافحة المنشطات، فبعد عدة محاولات سابقة لتشجيع إجراء التحاليل في الجزائر، إلا أن كل المساعي اصطدمت بصخرة الصراعات والخلافات وتصفية الحسابات بين الأشخاص في قطاع الرياضة، ما أجل المشروع. وحسب رئيس الاتحادية، فإن التحاليل الخاصة بالكشف عن المنشطات مكلفة للغاية، والجزائر مازالت بلدا يفتقر إلى ثقافة مكافحة المنشطات، مشددا على القول إن ما يحدث في الجزائر لا يساوي شيئا قياسا بالفضائح التي يعرفها المغرب، ومع ذلك، لم يقلل رئيس الاتحادية من حجم الفضيحة التي عصفت بالرياضة الجزائرية عامة وأسرة ألعاب القوى خاصة، مشددا على أن الاتحادية تحملت كامل مسؤوليتها منذ توليه رئاسة الاتحادية العام 2009، بخصوص الوقاية من المنشطات، معترفا في نفس الوقت بأن الفضيحة أحرجته كثيرا.