أقصت الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى العدائين بورعدة وبوراس من المشاركة في أولمبياد لندن بسبب تناول المنشطات، وكانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد أعلنت بأنها اكتشفت تناول المنشطات خلال الموسم الكروي المنصرم مما يعني بأن هاجس تناول المنشطات موجود فعلا في الوسط الرياضي الجزائري وإنما وسائل مراقبته والكشف عنه هي التي ظلت غائبة على مدار سنوات. فضيحة الثنائي بوراس وبورعدة ليست الأولى من نوعها في ألعاب القوى ولن تكون الأخيرة في عالم الرياضة الجزائرية طالما أن الاتحاديات لا تهتم بشكل كبير بالجانب الطبي ولا تولي اهتماما دقيقا بمثل هذه المواضيع الحساسة التي لا تسيء فقط لسمعة الجزائر بل تهدد حياة الرياضيين الذين قد يتعرضون لسكتات قلبية ومضاعفات خطيرة بسبب المنشطات المصنوعة في «مخابر موازية» بمختلف بقاع العالم. وقد أثبتت الدراسات بأن عدة سكتات قلبية مفاجئة تعرض لها رياضيون كبار كان سببها تناول المنشطات بشكل غير مدروس في وقت زمني حساس، وهي دراسات كان لابد على الفيدراليات والنوادي الرياضية أخذها مأخذ الجد لمحاربة ظاهرة تناول المنشطات من جهة وإخضاع كل الرياضيين لمراقبة طبية دورية من جهة أخرى. ولأننا في الجزائر لا نستوعب دروس الماضي فإننا لم ولن نخطو أي خطوة نحو الاحتراف الحقيقي لا في كرة القدم ولا في أي مجال آخر، حيث لاحظ الجميع بأن كل نوادينا الكروية التي تتغنى بشعار الاحتراف تقبل على إبرام صفقات اللاعبين في عجالة دون أن يجري اللاعب المتعاقد معه أي فحص طبي قبيل إبرام العقد، فالمهم عند اللاعب والمسير والمناجير هو أخد «الشكارة» وتقاسمها ليس أكثر. ولو نفرض أن لاعبا ما أمضى عقده مع الفريق الفلاني واستلم مقدم ثلاثة أجور، وخلال الأسبوع الأول من التحضيرات تظهر أعراض إصابات قديمة له في مختلف العضلات أو غيرها دون الحديث عن أمراض القلب وتبعاتها، حينها سيدخل اللاعب والمسير في حرب كل طرف يحمل الآخر المسؤولية. ففي النوادي المحترفة وقبيل إبرام أي عقد رسمي يتم الاتفاق على كل البنود ثم يخضع اللاعب لفحص عميق طوال أربع ساعات أو خمس وحينما يتبين بأن اللاعب سليم صحيا وبدنيا، قم يشرع في التحضيرات مع الفريق بعد استلام مستحقاته مثلما ينص عليه العقد، وفي الجزائر كل شيء بالمقلوب، اللاعب يبرم عقده ويأخذ تسبيقا عن أجرته وبعدها يشرع في التدرب دون فحص ولا هم يحزنون، لأنه لا أحد يهتم بالجانب الصحي للأشخاص إلى درجة أن لاعبينا في الدوري الجزائري يخوضون مباريات رسمية وهم تحت تأثير «الحشيش» حسب قول بعض العارفين.