كشف السيد آدم أبو الحارث، نائب الأمين العام لحركة الإصلاح الإسلامي الأرتيري، ومسؤول العلاقات الخارجية بالحركة المعارضة، في لقاء مع ''الخبر''، على هامش مؤتمر الإعلام الجديد المنظم بتركيا، نهاية الشهر الماضي، أن القضية الأرتيرية أصبحت مغيبة عن وسائل الإعلام الدولية، رغم المعاناة التي يتكبدها الشعب الأرتيري، المسلم في غالبيته، مع نظام الرئيس أسياس أفورقي. ووصف المتحدث الرئيس الأرتيري بالديكتاتوري الاستبدادي الطائفي، والذي يرأس الدولة والحكومة والبرلمان والجيش، ويقصي من الحياة السياسية والاقتصادية السكان المسلمين الذين يمثلون 75 بالمائة من من تعداد سكان أرتيريا، المقدر عددهم بخمسة ملايين نسمة. وقال آدم أبو الحارث ''إن هناك ثلاثون ألف سجين رأي في معتقلات النظام، وأن أكثر من مليون أرتيري مشردون في خارج الوطن، معظمهم في السودان''. مضيفا أن الشباب يعاني الويلات في مغامرة هربه من الجحيم إلى الجحيم، مشيرا إلى ظاهرة الهجرة السرية نحو إسرائيل، التي يقيم معها نظام أسمرة علاقات دبلوماسية، حيث يتعرض آلاف الشباب إلى الاختطاف من قبل عصابات المتاجرة في البشر، ويتم بيع الشباب الذين يقعون في الأسر إلى عصابات وشركات تتاجر بالأعضاء البشرية، وسط صمت مطبق للمنظمات العالمية لحقوق الإنسان. وعن الوضع داخل أرتيريا، في الأشهر التي أعقبت ما سمي بالربيع العربي، قال أدم أبو الحارث إنه تم تشكيل مقاومة سياسية ومجلس وطني للتغيير الديموقراطي، يمثل كافة أطياف المعارضة الأرتيرية، المنتشرة في السودان واليمن وأثيوبيا. وكان المجلس الوطني قد ناشد، مؤخرا، الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة الأممالمتحدة، من أجل الوقوف إلى جانب نضال الشعب الأرتيري من أجل التغيير الديمقراطي. وعاد نائب الأمين العام لحركة الإصلاح الإسلامي الأرتيري للحديث عن الغياب الإعلامي لقضية بلاده في وسائل الإعلام العالمية، العربية منها والغربية، مؤكدا على صعوبة الوضع الاقتصادي والاجتماعي في بلد يقل دخله الفرد فيه عن دولار واحد، ويعتمد ثلثا السكان على الإعانات الغذائية التي تقدمها المنظمات الإنسانية، واصفا الوضع، منذ استقلال البلاد سنة ,1993 بأنه أسوأ من وضع أرتيريا تحت سيطرة الاستعمار الغربي المتعاقب طيلة قرن من الزمن.