استقبل وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، ممثلي التنسيقية الوطنية لأعوان الحرس البلدي، أمس، بمقر وزارته، للنظر في مطالب المعنيين وتقديم تقرير مفصل عنها، وتسوية مشاكلهم العالقة. حسب ما صرح به المنسق الوطني للحرس البلدي، حكيم شعيب ل''الخبر''، فإن وزير الداخلية أخبرهم أنه كان في عطلة، وتلقى أوامر من رئيس الجمهورية بالتكفل بمطالبهم وتقديم ملف كامل عنهم للنظر فيه، حيث تسلم منهم عريضة المطالب وطلب منهم تقديم عريضة أخرى اليوم تضم رغبة المعنيين في الاستمرار كأعوان حرس بلدي بعد إلحاقهم بوزارة الدفاع، أو العمل كأعوان أمن على أن يتكفل بعدها بنقل الملف لرئيس الجمهورية الذي سيفصل فيه ويعطيه الأوامر لتنفيذها لاحقا. من جهة أخرى كشف ولد قابلية عن توقيع وزير المالية على قرار رفع منحة الغذاء إلى 4200 دينار بعد أن كانت 3 آلاف دينار، وهو المطلب الذي سبق ووعد الوزير بتجسيده خلال مرحلة المفاوضات، في الوقت الذي لم يتضح بعد إن كان بإمكانهم الحصول عليها بأثر رجعي من سنة 2008، فيما ستبقى باقي المطالب محل مفاوضات خلال الأيام المقبلة بعد تعهد الوزير بأن المرحلة المقبلة من المفاوضات ستكون بجدية أكبر، خاصة وأنها بطلب من القاضي الأول للبلاد، ويتعلق الأمر بمطلب توحيد قيمة المعاش للمستفيدين من التقاعد النسبي التي سبق وتعهدت الوزارة أن تكون ب18 ألف دينار، وأخلت بذلك بعد تسجيل تفاوت بين الولايات، وكذا إلغاء تأجيل إحالة الأعوان المحولين إلى وزارة الدفاع على التقاعد إلى 31 ديسمبر، بحكم أن هذا مخالف للمرسوم الصادر في الجريدة الرسمية، بالإضافة إلى مطلب الحصول على منحة نهاية الخدمة، ورفع الأجر القاعدي إلى النسبة المحددة وطنيا، كون أجرهم القاعدي حاليا لا يتجاوز 14 ألف دينار، بالإضافة لحل مشكلة المشطوبين، والتسهيلات للحصول على سكن، وتسوية وضعية أرامل 4 آلاف عون. من جهتهم صوّر أعوان الحرس البلدي، الذين بدا عليهم الإرهاق الشديد، مشاهد حملهم للورود وأغصان الزيتون قبل أن تباغتهم قوّات الأمن بالرشق بالحجارة وإطلاق شاحنات خراطيم المياه، موضحين أنّهم تلقوا تطمينات من الجهات الأمنية تؤكد اعترافهم بسلمية المسيرة، وأنّ رئيس الجمهورية في انتظارهم، الأمر الذي شجّعهم على مواصلة السير بالرغم من الإنهاك، قبل أن يتقرر أخذ استراحة بواد الكرمة لانتظار وصول البقية لإكمال المسيرة، حيث استحضر أحد أعوان الحرس البلدي بحسرة لحظة سقوطه في مجرى تصريف المياه بسبب قوّة ضخّ مياه الخراطيم. وأكّد أعوان الحرس البلدي أنّ الاعتصام الذي يشنّونه منذ ثلاثة أسابيع للمطالبة بحقوقهم، تحوّل ابتداء من يوم أمس إلى اعتصام الكرامة، حيث أعلنوا مرابطتهم بمقر مندوبية ولاية البليدة إلى غاية الاعتراف بما ارتكبته المصالح الأمنية في حقّهم، وقال هؤلاء في حديث ل''الخبر'' إنّ مسيرة أوّل أمس أحدثت حالة طوارئ في أوساط عائلات أعوان الحرس البلدي ما اضطرّ ببعضهم للعودة إلى ديارهم بسبب حالة الإرهاق وخطورة الإصابة، بينهم عون حرس بلدي فُقئت عينه، وأضاف أحد أعوان الحرس البلدي أنّ مراكز المراقبة شلّت 95 بالمائة عبر 48 ولاية مساندة لزملائهم، موضحين أنّ قوات الأمن اعتقلت 700 عون حرس بلدي قرّروا لقاء زملائهم المعتصمين بالعاصمة للمشاركة في الاعتصام الذي كان مقرّرا شنّه أمام رئاسة الجمهورية. وحسب المعلومات التي بحوزة أعوان الحرس البلدي أنّه تمّ إطلاق سراح غالبيتهم ليلة أوّل أمس عدا 4 منهم، وتحدّث المعتصمون عن اعتقال 45 عون حرس بلدي كانوا في صفوف المشاركين في المسيرة، مشيرين إلى اختفاء 4 منهم في ظروف غامضة، بينهم عون حرس بلدي مصاب بداء السكري كان على متن سيارة أحد المشاركين في المسيرة تعرضت للتحطيم شبه الكلي من طرف قوات الأمن، فيما أصيب المئات بجروح متفاوتة الخطورة وغالبيتهم يعانون الإرهاق الشديد بسبب قطعهم لمسافة 50 كلم مشيا على الأقدام.