عشرات الموقوفين والجرحى في صفوف الحرس البلدي والشرطة قمعت مصالح الشرطة المدعمة بشاحنات خراطيم المياه، مسيرة حوالي 01 آلاف عون حرس بلدي من البليدة نحو العاصمة، وخلفت المواجهات في حدود الرابعة والنصف سقوط عشرات الجرحى وسط ''الأخوين''، كما تم توقيف حوالي 20 عون حرس بلدي، اقتيدوا إلى مراكز الشرطة للتحقيق معهم، في يوم مشهود في بئر الخادم. تكبد آلاف أعوان الحرس البلدي مشقة المشي منذ فجر أمس على الأقدام من البليدة نحو الجزائر العاصمة لمسافة تزيد عن 50 كلم. وتحمل هؤلاء حرارة الجو وتعب الاحتجاجات والاعتصامات التي باشروها في البليدة، والتحق بهم المئات من زملائهم من مختلف ولايات الوطن في مسيرة ''الكرامة''، أملا منهم في الوصول إلى رئاسة الجمهورية وإيصال أهم مطالبهم المتفق عليها من أجل تجسيدها. ومع مرور الوقت وبلوغ الشمس منتصف السماء، بدأت قوى عدد من الحرس البلدي المرضى وكبار السن في الانهيار، فكانوا يتهاوون أرضا بسبب ضربات الشمس والتعب والإرهاق الواحد تلو الآخر، وتم إسعاف عدد منهم من طرف الحماية المدنية التي كانت سياراتهم تسير خلفهم. وأفاد المنسق الوطني لأعوان الحرس البلدي، حكيم شعيب، بأن ''نحو 10 آلاف عون من مختلف ولايات الوطن، والمعتصمين أمام مقر المندوبية الولائية للحرس البلدي في ولاية البليدة، قرروا هذه المسيرة بعد تجاهل الحكومة لمطلب الاستماع لانشغالاتهم رغم مرور أزيد من أسبوع عن الاعتصام والإضراب عن الطعام''. وقال أحد أعوان الحرس البلدي من الجلفة ل''الخبر'' وهو مرهق وفضل الجلوس أرضا للحديث ''بعد احتساب ساعات العمل الإضافية خلال سنوات الأزمة والمقدرة ب16 ساعة عن كل يوم طيلة 15 سنة، اكتشفنا بأننا مؤمنون فقط 8 ساعات بينما عملنا يستمر 24 ساعة في اليوم طيلة سنوات الإرهاب''. أما آخر فقال ''نحن نرفض التقاعد النسبي بصيغته الحالية ونطالب بضرورة إيجاد صيغة جديدة''. الحرس البلدي الذين كانوا يرتدون زيهم ويحملون الرايات الوطنية، جفت حناجرهم وهم يهتفون في الطريق الرابط بين البليدة والعاصمة ''نريد الحصول على منحة نهاية الخدمة أو مكافأة نهاية الخدمة وضمان الأجور للمحولين للمؤسسات العمومية''. كما يلح هؤلاء ''نريد الاستفادة من مخلفات الرفع من منحة التغذية بأثر رجعي من .''2008 وفي حدود الواحدة بعد الظهر بلغت الدفعة الأولى من الحرس البلدي إلى عين الكرمة بالقرب من بئر خادم في العاصمة، وهناك قرروا الاستراحة وانتظار بقية الأعوان الذين لم يتمكنوا من اللحاق بهم. ومع مرور الوقت وارتفاع دوي الحوامات التي كانت تحلق فوقهم، تلقت وحدات الشرطة تعليمات بضرورة غلق الطريق السريع نهائيا، وسد كل المنافذ. كما تقدمت شاحنات مجهزة بخراطيم المياه التي كانت متمركزة تحت الجسر الذي يصل بئر الخادم ببئر توتة والسحاولة، وتعدى عدد الآليات التي كانت على جانبي الطريق السريع ذهابا وإيابا 150 شاحنة على متنها المئات من رجال الشرطة. ومع مرور الوقت وانتظار وصول مسيرة الحرس البلدي، تضاربت الأنباء بأنه سيتم توقيف المسيرة عند بئر الخادم والاعتصام وسط الطريق بسبب التعزيزات الأمنية التي لن تمكنهم من وصول مقر الرئاسة كما تم برمجته. وفي حدود الساعة الرابعة والنصف مساء، ارتفع صوت رجال الحرس البلدي وبرزت أولى مجموعاتهم في المسيرة، وكانوا يحملون الرايات وينادون ''هرمنا من أجل هذه اللحظة''، وفوجئ هؤلاء بحجم التعزيزات الأمنية، وعلى بعد أمتار من الحزام الأمني الأول للشرطة والآليات، قرر هؤلاء توقيف مسيرتهم ومحاولة الجلوس على قارعة الطريق. لكن الأوامر قضت بتفريقهم، وكانت أولى المواجهة بخراطيم المياه، ما أثار غضب أعوان الحرس البلدي، الذين استعانوا بالحجارة والعصي، ورشقوا بها رجال الشرطة، وانفلت الوضع في جو لم ينتظره أحد. وسقط عدد كبير من الجرحى في صفوف الطرفين، وكانت المواجهة دامية بأتم معنى الكلمة، استعملت فيا القارورات الزجاجية والحجارة والعصي، قبل أن تمتد الاحتجاجات والمواجهات إلى عدد من الشباب الذين يقطنون في جوار مكان المواجهات بعد منعهم من الاقتراب من طرف رجال الشرطة. وأمام تزايد عدد الجرحى تم توقيف حوالي 20 عون حرس بلدي اقتيدوا في المركبات نحو مراكز الأمن. ولم تتمكن وحدات الحماية المدنية التي كانت مجهزة أيضا بعتاد إخماد النيران، خوفا من وقوع حالات انتحار، من إسعاف ونقل كل الجرحى في الوقت نفسه، بسبب بعد المسافة بين المحتجين ومكان ركن سيارات الإسعاف. وكانت شاحنات خراطيم المياه تدفع بالمحتجين في المسيرة نحو الوراء إلى أن بلغوا حدود عين الكرمة، في الوقت الذي كانت فيه عملية التوقيف مستمرة إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس. وتضامن عدد كبير من المواطنين مع المحتجين، الذين اعتبروا بأن من حقهم المطالبة بحقوقهم، خصوصا وأن مسيرتهم كانت سلمية.
أعوان الحرس البلدي ينسحبون من مراكز المراقبة ويعتصمون بجيجل
انسحب أعوان الحرس البلدي من بعض مراكز المراقبة الثابتة المتواجدة ببلدية العوانة بجيجل مساء أول أمس، تضامنا مع زملائهم الذين دخلوا في إضراب عن الطعام منذ قرابة أسبوع أمام مندوبية الحرس البلدي بالبليدة. وقد تخلى هؤلاء الأعوان عن المراكز المذكورة التي كانت قد أنشئت خلال سنوات التسعينيات، في إطار تعزيز الأمن بمنعرجات الكورنيش، ورفضوا مزاولة الحراسة بها. موازاة مع ذلك يعتصم العشرات من أعوان الحرس البلدي المنتمين لمختلف المفارز المنتشرة عبر البلديات، منذ يومين، أمام مقر ديوان والي الولاية، في وقفة تضامنية مع زملائهم بالبليدة والمطالبة بالإسراع في فتح ملف هذا الجهاز، وتمكينهم من الحصول على حقوقهم المادية والمعنوية، حيث أبدوا تذمرهم من تماطل السلطات المركزية في تلبية مطالبهم التي كانوا قد رفعوها قبل أشهر، وأكدوا على مواصلة الاحتجاجات إلى غاية الاستجابة لانشغلالهم، وعززت مصالح الشرطة تواجدها بمحيط مقر الولاية.