لا تبدي قيادة جبهة القوى الاشتراكية كثيرا من القلق إزاء التحركات التي تقوم بها مجموعة من قيادات وإطارات سابقة من الصف الأول للحزب، والتي أعلنت معارضتها للتوجهات الحالية، ورفضت قيادة الأفافاس فتح أي حوار مع كتلة المعارضين بقيادة السكرتير الأول السابق للحزب مصطفى بوهادف، بعد التجمع الذي عقدته أول أمس في تيزي وزو. وقال المتحدث باسم الحزب شافع بوعيش ''ليس لدينا أي نية في فتح أي حوار مع هذه المجموعة، فليس لهم أي علاقة بالحزب، بعضهم فصلوا مثل علي قربوعة وجمال زناتي، وبعضهم أعلن صراحة استقالته من الحزب منذ عام 2007 كمصطفى بوهادف، وآخرون تنحوا من الحزب ولا تربطهم أي صلة معه على غرار جودي معمري المقيم في ألمانيا منذ انتهاء فترة عضويته في مجلس الأمة عام ,2006 كما أنهم لا يدفعون أي اشتراك في الحزب كباقي المناضلين''. وأشار المكلف بالإعلام في الأفافاس، شافع بوعيش، الذي وصف تجمع تيزي وزو ب''الفاشل''، وقال ''أربعة أمناء وطنيين سابقين لم يتمكنوا من جمع توقيعات أكثر من 200 شخص، وهذا يبرهن على أنه ليس لهؤلاء أي مصداقية، والدليل أن المناضلين يعرفونهم''. ووصف بوعيش مجموعة بوهادف قائلا ''هؤلاء من الماضي، ومازالوا يعيشون في الماضي، ولا يريدون للحزب أن يخرج من منطقة القبائل''، واعتبر أن ''ما يقلق هؤلاء أنه للمرة الأولى نجح الأفافاس في الحصول على مقعد في البرلمان من خارج منطقة القبائل، وبالتحديد في ولاية قسنطينة''. وأكد بوعيش أن هذه الإطارات والقيادات السابقة في الأفافاس ''لم تدل بأي رأي أو موقف عندما طرحت قيادة الحزب الاتفاقية الوطنية للنقاش حول الانتخابات التشريعية، ولم يقدموا أي رأي أو مساهمة لا مكتوبة ولا شفوية''، وأضاف ''لقد انتظروا حتى اتخذ الحزب القرار ليعلنوا مواقفهم''. وتشك القيادة الحالية للأفافاس في أن تكون جهات مشبوهة وراء التحركات المفاجئة للإطارات الغاضبة، وتدفع بهم إلى تصعيد الموقف ومحاولة خلق أزمة في الحزب، وتساءل بوعيش ''هؤلاء لم يكونوا متفقين بينهم في وقت سابق، فكيف اجتمعوا اليوم ومن يمولهم ماليا''، وأضاف ''نحن نعرف من يمولهم، وهناك جهات مشبوهة تدفع بهم إلى تصعيد الموقف ضد قيادة الحزب''، وشدد على موقف زعيم الحزب حسين آيت أحمد من الأزمة، وقال ''آيت الحمد يساند الأمانة الوطنية وطلب فرض عقوبات على بعض الإطارات، وهؤلاء لا يحترمون آيت أحمد''. وقال النائب عن الحزب في البرلمان أرزقي درقيني في تصريح مكتوب، إن ''الحملة الإعلامية التي يستغلها خصوم قيادة الأفافاس لا يمكنها أن تنجح في تغيير الخط الذي قررته قيادة الحزب، والصحافة ليست وسيلة صحيحة لتصحيح مسار حزب''، مشيرا إلى أن ''هذه الأساليب تنتهجها عادة السلطة في تحويل انتباه الرأي العام عن القضايا الأساسية''.