خيم على افتتاح أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني لجبهة القوى الاشتراكية، أمس، رد فعل الحزب على البيان المشترك الذي وقعه قياديون سابقون فيه، منتقدين توجهه الجديد، فقد ركز السكرتير الأول علي العسكري، في جزء كبير من مداخلته الافتتاحية لهذه الدورة، على الرد على أصحابه، رغم أنهم لا ينتمون إلى الحزب وليس من حقهم التدخل في شؤونه الداخلية. وجاءت الكلمة الافتتاحية التي ألقاها علي العسكري، في افتتاح أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني، المنعقدة أمس بالمقر الوطني للحزب، في صيغة رد على البيان الذي أصدره الأربعاء المنصرم، كل من السكرتير الأول السابق مصطفى بوهادف، والسكرتيرين السابقين علي كربوعة وجودي معمري، يقترحون عبره تنظيم لقاء يضم كل الأطراف والإطارات والمناضلين في الحزب لمناقشة ما يعتبرونه ”أزمة خطيرة” يمر بها الأفافس، بسبب خروجه عن خطه السياسي المعارض للسلطة من خلال مشاركته في الانتخابات التشريعية. وبدا واضحا توتر القيادة الحالية من هذا التحرك، باعتراف علي العسكري، بأن ”القيادة مستهدفة في المقام الأول، دون استثناء رئيسها حسين آيت أحمد”، ومطالبته أعضاء المجلس الوطني ب”اتخاذ التدابير اللازمة والنظر في البعد الحقيقي لهذه الحملة ضد الحزب”. وقال السكرتير الأول إنه ”رغم الهجمات التي يتعرض لها الحزب، ورغم كل العراقيل وكل الحملات من داخل وخارج الحزب التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام، وقنوات فضائية، وقدماء في الحزب، إلا أن الأفافاس في حالة إعادة تعبئة وتجمع”، معلنا في هذا السياق تحديه لجماعة مصطفى بوهادف، بالعودة إلى فيدرالياتهم و”مواجهة المناضلين الذين حملوهم والذين تخلوا هم عنهم فيما بعد بخجل”. وحاول العسكري تبيان مدى التفاف مناضلي الأفافاس حول فكرة مواجهة المشاركين من الحزب في هذه ”الحملة المضادة”، من خلال اتخاذ ”إجراءات قوية” ضدهم بكل صرامة ووفق ما تمليه قوانين وهياكل الحزب، وهو ما أوضحه الناطق الرسمي باسم الأفافاس، شافع بوعيش، في تصريح هامشي للصحافة الوطنية، حين أفاد أن دورة المجلس الوطني تقدم تقريرا عن بعض الحالات الانضباطية وستحدد تاريخ اجتماع لجنة الوساطة. وردا على التيار المعارض لمشاركة الحزب في التشريعيات، قدم الأمين الوطني الأول تطمينات حول انعكاسات هذه المشاركة على الأفافاس، ملمحا إلى بدء التفكير في المواعيد الانتخابية المقبلة على غرار المحليات. وعموما كانت مداخلته رسالة سياسية واضحة لوقف زحف التيار الداخلي المعارض للتوجه الجديد للأفافاس، بعد أن بدأ يتوسع بعودة الوجوه القديمة المبعدة منه. وسيدرس المجلس الوطني الذي ستنتهي أشغاله اليوم، إعادة هيكلة هيئات الحزب التي ستتم قبل تنظيم المؤتمرات الجهوية، المزمع تنظيمها في جويلية المقبل تحسبا للمؤتمر الوطني الخامس، وسيتوج بإعلان لائحة سياسية اليوم. وكانت جبهة القوى الاشتراكية قد عقدت اجتماعا قبيل انعقاد هذه الدورة، لتحضير جلسة المجلس الشعبي الوطني يوم الأحد، والتي ستخصص للمصادقة على نواب رؤساء رئيس المجلس والإعلان عن المجموعات البرلمانية وكذا تنصيب مكاتب اللجان الاثنتي عشرة الدائمة.