يدخل حزب جبهة القوى الاشتراكية ''الأفافاس''الانتخابات التشريعية المقررة 10 ماي في 43 ولاية، وهذا بعد أن استكمل القوائم الابتدائية في انتظار مرحلة الطعون نهاية الأسبوع الجاري، وينتقل بعدها الحزب إلى مرحلة تحضير الحملة الانتخابية وإستراتيجية التعريف بالبرنامج. زارت أمس ''الشعب'' مقر ''الأفافاس'' لرصد تحضيراته، واطلعت على الحركية الواسعة التي يعرفها مبنى شارع سويداني بوجمعة من خلال تواجد عشرات المناضلين من مختلف الولايات. والملاحظ عليهم حملهم للمحافظ، ما يؤكد انتمائهم لفئات مثقفة أو السعي لإبراز صورة الحزب المبنية على النضال والتنشئة السياسية لتقديم ممثلين في المستوى. وتشير بعض ترقيمات السيارات مثلما لاحظناه في عين المكان حضور مناضلين من تلمسان ومعسكر، وهي صورة تعكس انتشار الحزب، ويتجمع المناضلون من شباب وكهول في شكل مجموعات يتبادلون الحديث عن التشريعيات، وامتد هذا الجو إلى داخل نادي الحزب ''مقهى'' الذي يتصاعد فيه دخان السجائر لمناضلين منهمكين في قراءة الجرائد، واستقراء ما يحدث على الساحة الوطنية. كانت الساعة التاسعة وعشرين دقيقة حين استقبلنا المناضل رشيد وأبلغناه عن رغبتنا في إجراء استطلاع حول تحضيرات ''الأفافاس'' فطلب منا العودة بعد ساعات لملاقاة المكلف بالاتصال السيد بوعيش شافع الذي استقبلنا في مكتبه الذي يضم صورة للزعيم التاريخي للحزب السيد آيت أحمد، وبجانبه لوحة لنشيد قسما ونصب يحمل مقولة تاريخية للزعيم حسين آيت أحمد. الحزب لا يعترف بالإحصائيات في السياسة رفض بوعيش شافع المكلف بالاتصال في الأفافاس تقييم عمل الحزب بالإحصائيات، في رده على سؤال حول عدم الترشح في 48 ولاية وقال: ''إن مبادئ الحزب تفرض تجنب العواطف أو المغامرة بسمعته'' وأضاف المتحدث..''نحن نترشح في الولايات التي يوجد بها مترشحون حقيقيون، ونرفض ترشيح أفراد يغادرون ''الأفافاس'' بعد النجاح في الانتخابات''. وأوضح نفس المصدر، أن قائمة واحدة تتصدرها امرأة ببسكرة وهي أستاذة جامعية. وهذا بعد اعتماد معايير الكفاءة والشعبية والالتزام لاختيار المترشحين. وصرح المكلف بالاتصال، أن القوائم قد أخذت بعين الاعتبار قانون ترقية مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة، واحترم النسب المحددة في كل منطقة، واعترف المتحدث.. ''وجدنا صعوبة في تطبيق القانون في الكثير من الولايات بما فيها العاصمة، فإيجاد مترشحات بالمعايير المطلوبة أمر صعب للغاية''. واعتبر القانون في هذا الجانب مشجعا لترقية المرأة منتقدا في الوقت ذاته ما جاء في قانون الأسرة، معتقدا أن بعض المواد فيه تنقص من قيمة المرأة. ويهدف حزب المجاهد حسين آيت أحمد من خلال المشاركة في الانتخابات، إلى إعطاء دفع جديد للساحة السياسية من خلال إرساء تقاليد للعمل والنضال السياسي وهذا بعيدا عن عدد المقاعد التي سيفوز بها الأفافاس. وأشار بوعيش حول السلطة التشريعية ...''إلى عدم رضاه عن دور البرلمان الذي يبقى حسبه مفتقدا للكثير من الصلاحيات التي تشجع على العمل التشريعي ووصفه بأنه مكتب للتسجيل''. وانتقد في سياق متصل الحديث عن العزوف والتزوير في الانتخابات وقال ''بأن التزوير سياسي''، وأكد حول المشاركة في الانتخابات التشريعية ''إننا نهدف لإرجاع هيبة العمل السياسي فحديث الشباب اليوم لا يتجاوز مشاريع تشغيل الشباب والسكن والعمل ولا أحد يتكلم عن العمل السياسي''. ومن مبررات المشاركة في الانتخابات التي كانت قرارا نابعا من القواعد النضالية، هو وضع حد لمقاطعة دامت 10 سنوات، لاحظ من خلالها الحزب تراجعا كبيرا على مستوى الساحة السياسية. تأييد حضور الملاحظين الدوليين ورفض التدخل الأجنبي
فند بوعيش شافع عقد أي تحالفات في التشريعيات موضحا في هذا الشأن ..''إن الحزب يتعاقد حول مسائل معينة مثل ما حدث ضد التزوير مع ''حمس'' والأفلان في انتخابات 1997، بينما التحالف مع حزب العمال مثلما يتم الترويج له لن يكون في ظل عدم وجود أي نقاط مشتركة أو متقاربة''. وتعول جبهة القوى الاشتراكية التي تأسست في 29 سبتمبر 1963 في الانتخابات القادمة على مناضليها لمراقبة الاستحقاقات، وهذا من خلال التواجد في اللجان الوطنية والبلدية لمراقبة الانتخابات. ولم يعارض ''الأفافاس'' توجيه الدعوة لمراقبين من الخارج موضحا بأنه يرفض التدخل الأجنبي في شؤون البلاد. ومن القضايا التي تطرق إليها المكلف بالاتصال الذي يحتل الصف الثاني في قائمة بجاية معارضته لقوانين الإصلاح ورفضه لإقحام الأئمة في العمل السياسي وخاصة التدخل للتأثير على الأفراد، موضحا بأن عملهم يجب أن يقتصر على الصلح داخل المساجد'' . ويتضمن برنامج الحزب للحملة الانتخابية الذي يتم بالتنسيق مع القيادة حول المحاور السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية العديد من الأفكار والمقترحات حول مختلف الانشغالات والملفات التي تشغل الرأي العام. وستتكفل القيادة الحالية من خلال الأمين العام الأول علي العسكري ومرشحي مختلف القوائم بالحملة الانتخابية من خلال زيارة مختلف المناطق مع استعمال التكنولوجيات الحديثة ومساحات الاتصال الاجتماعي مثل ''تويتر'' و''فايسبوك'' للتحسيس والتعريف بأفكار الحزب. ويدعو الحزب إلى وقف التطاول على الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد، لأنه يبقى شخصية وطنية ورمزا تاريخيا للحزب وهو الذي يبلغ حاليا 86 سنة، فلا يعقل أن يقوم شاب بالتهجم عليه، أو أن تسمح بعض وسائل الإعلام التي تبقى مقصرة في حق الحزب لنفسها بالتهجم على مواقف الحزب الذي كان وسيبقى معارضا والديمقراطية تفرض احترام الرأي الآخر مهما كان انتماؤه .