بعيدا عن الصخب والازدحام الذي يميز أغلب الشواطئ، تجد العائلات السكيكدية راحتها في شاطئ ''لبرارك'' بمدينة القل الساحرة التي لاتزال شواطئها محافظة على عذريتها، إذ يستقطب المكان كل سنة العائلات المحافظة للاستمتاع بالأزرق الكبير، بعيدا عن المنغصات. يشهد شاطئ ''لبرارك'' بمدينة القل، غربي سكيكدة، تدفقا كبيرا للمصطافين، ويعتبر بمثابة نقطة التقاء ''تقليدية'' في كل موسم اصطياف للعائلات من أجل استراق لحظات راحة، في جو حميمي ومنعش في آن واحد. وتفضل العائلات المقيمة بالأحياء المجاورة زيارة المكان في الفترة المسائية، على خلاف الفترة الصباحية التي تستقطب العائلات القادمة من الولايات المجاورة، حيث تلجأ أفواج ودفعات من النساء نحو الشاطئ الذي وبمجرد دخولك إليه، تلمح من بعيد نساء محجبات أو منقبات، يجابهن موجات البحر بسواد الحجاب والنقاب، ومنهن من غامرن وسط أمواج البحر بخمارهن، وأحيانا بأثواب منزلية عادية، كالجبة والعباية، غير مباليات بنظرات المحيط ولا التعليقات. وأجمعت العديد من العائلات التي تقضي أوقات استجمامها في شاطئ لبرارك، أن سبب اختيارها لهذا المكان كونه عائليا بالدرجة الأولى، ويستقطب يوميا مئات المصطافين الباحثين عن الهدوء والراحة في جو ممتع، حيث تقضي العائلات في شاطئ لبرارك أجمل الأوقات برفقة الأطفال. وأثناء تجوّلنا في المكان، أول شيء لفت انتباهنا هو نظافة الشاطئ، ما ترك انطباعا جيّدا لدى العائلات المصطافة، وشجع الكثير منها على العودة. ويتساءل المرتادون الجدد الذين يكتشفون شاطئ لبرارك لأول مرة عن سرّ التواجد المكثف للنساء بمختلف أعمارهن، وغياب، إن لم نقل انعدام، فئة معيّنة من الشباب المتهوّرين والمغامرين والمزعجين أحيانا، حيث لم تتح لهم الفرصة لاكتساح هذا الشاطئ الذي عادة ما يسهر على تنظيمه فئة من الرجال الملتزمين، باعتباره المقصد الوحيد لهم. وعبّر السيد ''جمال. ل'' من القل، عن ارتياحه وعائلته عندما قصدوا هذا المكان، باعتبار أنه مخصص للعائلات فقط، وهذا ما يضفي عليه جوا مميزا من الراحة، بعيدا عن الصخب والفوضى التي لا تحترم خصوصيتهم في بعض الشواطئ، إلى درجة أصبح البعض يطلق عليه شاطئ ''الحرمة''. من جهتها، عبّرت لنا السيدة سعيدة بأن أهم ما دفعها إلى القدوم باستمرار إلى شاطئ لبرارك هو ''الإحساس بالأمان والنظافة والحرمة، والتي أعتبرها عناصر مهمة لقضاء عطلة مريحة وهادئة''.