فرنسا تراجعت إلى المرتبة الثانية في قائمة أهم موردي السوق الجزائرية لم يخصص الإعلام الفرنسي حيزا كبيرا لزيارة لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي الجديد، إلى الجزائر، لتوقيت وصوله المتأخر والطبيعة الاستكشافية للزيارة. واكتفت أغلب الصحف الفرنسية بإعادة بث البرقيات لوكالة الأنباء الفرنسية التي تتابع مجريات الزيارة لحظة بلحظة. أبرزت صحيفة ''لي زيكو'' (الأصداء)، المتخصصة في الأخبار الاقتصادية، الشق المتعلق ب''البيزنس'' بين البلدين، مستندة إلى تصريحات سبقت الزيارة تترجم رغبة باريس والجزائر في بعث علاقات التعاون الثنائي. وتنقل الصحيفة رغبة جماعات مصالح فرنسية في حماية مصالح باريس بالجزائر، في ظل تزايد المد الصيني الذي أزاح فرنسا من الصف الأول على قائمة أهم موردي السوق الجزائرية لأول مرة منذ عقود طويلة، حسب تقديرات خمسة أشهر الأولى من العام الجاري، حيث استوردت الجزائر ما قيمته 487 مليون دولار من البضائع الصينية أمام فرنسا التي صدرت للجزائر ما قيمته 427 مليون دولار (إحصائيات رسمية جزائرية). ونقلت عن جون لوي لفيت، أحد المساهمين في كتاب'' فرنسا - الجزائر سوء التفاهم الكبير''، الصادر هذا العام، قوله ''إن الجزائر التي تضم 40 مليون نسمة تشكل محورا إستراتيجيا للصين. وهذا التدخل الصيني في منطقة نفوذ فرنسية مباشرة، من شأنه إثارة قلق فرنسا. الصين تعتبر الجزائر كقاعدة خلفية لولوج الأسواق الأوروبية بكل سهولة، هذا يشبه ما قامت به اليابان التي تمركزت في المكسيك لولوج السوق الأمريكية''. وقالت صحيفة ''لوموند'' إن أول زيارة لوزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، للجزائر تعيد فترة الصداقة والانسجام التي انقطعت منذ فترة طويلة بسبب الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي. ووصفت هذه الزيارة بالمنعطف الجديد في العلاقات الفرنسية - الجزائرية. ونقلت الصحيفة الفرنسية قول محلل سياسي في العلاقات بين البلدين، إن هذه الزيارة تحمل ثلاثة معان ''الموضوعية، التقارب، الصداقة''، كما أنه أضاف عليهم عنصرا آخر هو رغبة فرنسا في بسط نفوذها من جديد على مستعمراتها القديمة، مستفيدة من التحولات التي شهدها الربيع العربي. واهتمت ''لونوفال أوبسرفاتور'' المقربة من اليسار بالزيارة، لكنها ركزت الأضواء على الخلاف الجزائري-الفرنسي من قضية التدخل العسكري في شمال مالي. وعلقت الصحيفة في مقال بعنوان ''الموقف الغامض للدبلوماسية الجزائرية''، أن زيارة لوران فابيوس ستمكنه من التعرف عن قرب بالتصور الجزائري للأزمة. ولفتت إلى أن هذه القوة الإقليمية، وفق توليفة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، لا تريد المضي في حل عسكري للنزاع. ونقلت عن متخصص في شؤون المنطقة قوله إن السياسة الجزائرية لغز كبير، بشكل يوحي بأن هناك شبكات متعددة في قلب الدولة لا تريد الشيء نفسه، لا تنفي ولا تؤكد شيئا ليخلص الثابت أنها تشتغل في الكواليس. وفي رأي معلق في الموقع التفاعلي لقناة ''تي آف ''1 أن الملف المالي سيكون أصعب ملف في ملفات مهمة لوران فابيوس إلى الجزائر.