نفت تنسيقية الحرس البلدي أن تكون السلطات قد تكفلت بانشغالاتهم، كما كشفت عنه في بيان لها. واعتبرت بأنها تقوم بتغليط الرأي العام، حيث أن مبلغ الأثر الرجعي الذي تم صرفه لم يكن في مستوى انتظارهم. وتساءلت: هل صرف 10 ملايين لعون الحرس البلدي يعني أنه تحصل على حقوقه؟ وأصرت على دخول الجزائر العاصمة مشيا على الأقدام، لبلوغ قصر المرادية وتبليغ الانشغال لرئيس الجمهورية. استغرب عضو اللجنة التنسيقية لعناصر الحرس البلدي، زيدان حسناوي، أمس، أن تشن الداخلية حملة لتشويه صورة أعوان الحرس البلدي، وتصف ما كشف عنه من تصريحات ومطالب بأنه ''حملة تضليل متواصلة''. وأضاف، في تصريح ل''الخبر''، بأنه ''في الوقت الذي يعاني فيه حوالي ألف عون حرس بلدي، من مختلف ولايات الوطن، في حقول بوفاريك بالبليدة، من حرارة الطقس والصوم في العراء، تخرج علينا وزارة الداخلية ببيان يسيء لها، ويفضح ادعاءاتها بخصوص تلبية كامل مطالبنا المرفوعة''. وأشار المتحدث إلى أن ''تصريحات الوزارة لا تهمنا، وتجعلنا نتراجع عن مطالبنا''، وأضاف ''نحن نطالب بأن يتم تنصيب لجان مختلطة على مستوى الولايات حول ما إذا كانت المطالب التي تتحدث عنها قد تحققت للحرس البلدي على أرض الواقع فعلا''. وتساءل عضو اللجنة التنسيقية: ''هل حصول عون الحرس البلدي على ما بين 10 و14 مليون سنتيم، كمبلغ تعويضي وبأثر رجعي، هو الحق الذي يستحقه فعلا، بعد سنوات من الكفاح ضد الإرهاب؟''. وأضاف ''إن المبلغ الضخم الذي تدعيه الوزارة، والذي تحصل عليه رئيس مفرزة لا يتعدى 25 مليون سنتيم. وكل الضجيج الذي تحدثه الوزارة لا يعدو أن يكون مجرد مغالطات''. وجدد المتحدث أن يتم فتح تحقيقات على مستوى كل الولايات، للتأكد فعلا من تسوية الوضعية وتلبية المطالب، لأن الملف الذي تقول عنه الداخلية ''طوي نهائيا'' لم يطو بعد، ولن نسكت عنه إلا بعد حصولنا على كل حقوقنا. ولهذا فإن ''الحرس البلدي وجد نفسه بلا كرامة ولا حقوق''. واعتبر زيدان حسناوي بأنه يستغرب صمت رئيس الجمهورية، الذي لم يتدخل في ملف الحرس البلدي، رغم أن 100 ألف عون حرس بلدي، سابقا، استطاعوا أن يحموا تراب الجمهورية خلال سنوات الجمر، وقال ''لماذا لم يتدخل رئيس الجمهورية، إلى يومنا هذا، في ملف رجال حافظوا على سلامة التراب الوطني، ونحن نثق في أنه سيرد علينا''. وبخصوص اعتصامهم في بوفاريك، الذي يتواصل منذ يوم الخميس، بعد منعهم من السير نحو العاصمة، من طرف الدرك الوطني، قال المتحدث ''نحن مصرون على دخول الجزائر العاصمة مشيا على الأقدام، وبطريقة سليمة، حتى نبلغ قصر المرادية، ولن نتراجع عن القرار، رغم أننا نعيش ظروفا صعبة في بوفاريك وفي رمضان، مع وجود مصابين بأمراض مزمنة، ونحن نفطر على ''الخبز والكاشير''. وكانت الداخلية كشفت أنه تم التكفل بكل انشغالات الحرس البلدي، وفي مقدمتها إعادة تقييم النظام التعويضي بأثر رجعي ابتداء من 01 جانفي 2008، وتكريسه بموجب المرسوم التنفيذي رقم 192-11، المؤرخ في 19 ماي 2011 المؤسس للنظام التعويضي لمستخدمي الحرس البلدي، والذي سمح بالرفع من منحة المردودية من 20 إلى 30 بالمائة، محسوبة على أساس الأجر الجديد، ومنح أخرى.