قال أحد العارفين بأمور السلطة أن أزمة عدم تشكيل الحكومة لا علاقة لها بأزمة الأحزاب والأزمة السياسية الناجمة عن تزوير الإنتخابات التشريعية الأخيرة بالتحايل السياسي والقانوني، بل القضية لها علاقة بعملية واسعة تهدف إلى إعادة هيكلة الحكومة في شكل وزارات كبرى أخرى في شكل كتاب دولة، وأن عملية الهيكلة هذه تحتاج إلى وقت لإجرائها بنجاح... وأن الدراسة الخاصة بإعادة هيكلة الحكومة قد أسندت إلى مكتب دراسات وخبرة أجنبي...وأن الدراسة مهمة ومفصلية وتتطلب وقتا كبيرا من مكتب الدراسات لإنجازها وستشكل الحكومة فور الإنتهاء من الدراسة.! مصر الإخوان عيّن رئيسها مرسي رئيس الحكومة قنديل وزير المياه الحالي وكلفة بتشكيل الحكومة المصرية الجديدة. وجاء هذا بعد زيارة كلينتون إلى مصر. الجزائر أيضا جرى فيها الحديث عن تعيين قنديل أيضا أو سلال وزير الماء بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مباشرة.! وجه الشبه بين الجزائر ومصر في الأسماء والوظائف والارتباطات الخارجية يبرره دور مصر في منطقة الشرق الأوسط ودور الجزائر في المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء، وما دام الجزائر تعيش الإنقطاعات الكهربائية، فالأفضل أن نعيّن على حكومتها قنديل.! مشكلة تشكيل الحكومة في مصر وتشكيل الحكومة في الجزائر تتشابه... بل تكاد تتطابق سياسيا.. فمصر فيها برلمان منتخب ولكنه معطل بالقانون والجزائر فيها برلمان منتخب بالتحايل ولكن عمله لايزال مشلولا.! ومثلما يتحدث المصريون عن خلاف بين الرئيس والعسكر.. يتحدث الجزائريون أيضا عن خلاف بين العسكر والرئيس.! والمصريون يتحدثون عن معركة سياسية قادمة تتعلق بتعديل الدستور ونفس الوضع تعيشه الجزائر.! ومصر تجتاحها موجة من الفساد هي من مخلفات النظام السابق الذي انهار وما يزال فساده قائما.! والجزائر يتحدث فيها الناس عن فساد لم تعرفه البلاد طوال تاريخها... بل ويتحدث المواطنون عن عشرية فساد أضرت بالبلاد أكثر من عشرية الدم وقبلها العشرية السوداء.! نعم نحن في مصر والجزائر على السواء نحتاج إلى خبير في المياه ليرأس الحكومة ويجعلها تغسل البلد من أدران الفساد.! أو تحتاج إلى قنديل لنبحث به عن الفساد في هذا الظلام الدامس من الإنقطاعات الكهربائية.! إنها أمور مضحكة ولكنه الواقع.! وعندما نجد سيدي السعيد زعيم بقايا العمال يعقد ما يسميه بالإتفاق التعاقدي مع المجلس الإقتصادي والإجتماعي ويتعامل معه كبديل للبرلمان، والحكومة وهو هيئة استشارية فذاك يعني أن البلاد قد تفككت مؤسساتها ولا ينفع فيها القنديل أو غيره لتجد طريقها إلى النور.! [email protected]