موجة من الجدل والتشكيك أثارها قرار رئيس الجمهورية المصري، محمد مرسي، بتعيين هشام قنديل رئيسا للوزراء في مصر مكلفا بتشكيل الحكومة، فيما أكدت جماعة الإخوان المسلمين أنها تبارك القرار باعتباره خطوة جيدة نحو الديمقراطية و”تشبيب” النظام المصري خصوصا وأن هشام لا يتجاوز سن الأربعين وحاصل على الدكتوراه من الولاياتالمتحدة ولديه خبرة كافية في مجال الزراعة الذي يعتبر واحدا من المجالات الأكثر أهمية في مصر التي لا تزال تواجه تحدي الاكتفاء الذاتي. أكد الدكتور محمود خليل القيادي في حزب الحرية والعدالة المصري، أن هشام قنديل الذي تم تعيينه أمس من طرف الرئيس المصري رئيسا للوزراء مكلفا بتشكيل الحكومة، لا ينتمي إلى أي حزب سياسي إخواني أوغير إخواني، كما قال محمود خليل في اتصال هاتفي مع ”الفجر”: ”هشام قنديل ليس إخوانيا على الإطلاق فهو لم يكن يوما عضوا في حزب الحرية والعدالة ولا عضوا في جماعة الإخوان المسلمين” وأضاف الدكتور خليل: ”أعتقد أن هشام هو الشخصية التي تحتاجها مصر في هذه المرحلة خصوصا وأن الرجل تكنوقراطيا بامتياز ولم يتأثر أبدا بمرجعيته الإسلامية” وأوضح القيادي في حزب الحرية والعدالة الذي ينتمي إليه الرئيس المصري محمد مرسي، أن رحلة مرسي إلى أديس أبابا وإلى السودان كانت من أجل دراسة الملفات الإقليمية الهامة التي تشكل التحدي الحقيقي أمام مصر والتي على أساسها قام الرئيس مرسي بتعيين هشام قنديل في منصب رئيس للوزراء، كما قال خليل: ”الرئيس مرسي سافر إلى السودان من أجل بحث ملف مياه النيل خصوصا وأن إسرائيل بدأت تتحرك بشكل خطير في اتجاه هذا الملف للضغط على مصر” وقال ”منصب رئيس الوزراء في مصر يحتاج إلى شخصية لديها دراية قوية بملف نهر النيل والرئيس مرسي وجد أن هشام هو الأنسب خصوصا وأنه كان وزيرا للري” . كما استبعد القيادي الإخواني أن تكون لدى أعضاء حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان رغبة حقيقة وجامحة في السيطرة على المناصب والسلطة في مصر كما قال ”الفكر الإخواني لا يتجه صوب المناصب والقيادات الإخوانية لا تغريها المناصب”. وفي وقت رحب فيه جماعة الإخوان المسلمين بهذا القرار الذي أصدره الرئيس مرسي بعد ثلاثة أسابيع من توليه للرئاسة، انتشرت لدى التيارات الليبرالية موجة من التشكيك في الانتماء السياسي لرئيس الوزراء الجديد خصوصا وأنه ملتحٍ ، وهو ما دفع بمنتقدي القرار إلى الحديث عن أن لديهم الأدلة الكافية التي تؤكد على انتماء هشام قنديل إلى جماعة الإخوان، كما اتهمت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح الرئيس محمد مرسي بالكذب، كما قالت على حسابها الخاص على تويتر ”مرسي خالف عهده بتعيينه لهشام قنديل رئيسا للوزراء بأنه مخالفة فهو لم يلتزم بتعهداته حول معايير اختيار رئيس الحكومة” وأضافت الناشطة المصرية ”هل هشام قنديل الوزير المعين من قبل العسكر والمحسوب على التيارات الإسلامية كيف يمكن اعتبار الرئيس مرسي وطنيا مستقلا”.