الدكتور مولود قاسم نايت بلقاسم، من مواليد 1927 م بقرية بلعيال بمنطقة آيت عباس، دائرة آقبو ولاية بجاية، و''قاسم'' لقب استعارة في مرحلة النّضال والجهاد. تعلّم القراءة والكتابة وحفظ جزء من القرآن الكريم في مسجد القرية، ثمّ انتقل إلى زاوية سيدي يحيى العيدلي بثامقرة، فحفظ القرآن الكريم ونهل من العلوم الشرعية وعلوم اللغة على يد العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت. واصل مشواره الدراسي في مدرسة التربية والتعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين بقرية قلعة بني عباس ثمّ بجامع الزيتونة بتونس في 19436 م، والتحق بعدها بجامعة القاهرة سنة 1950 م ودرس الفلسفة ونال الليسانس بامتياز، وفي1654 انتقل لباريس للحصول على الدكتوراه حول ''الحرية عند المعتزلة''. لكن نشاطه النّضالي سبّب له مضايقات من البوليس الفرنسي، فسافر لبون، عاصمة ألمانياالغربية، سنة 1957 م، لإعداد رسالة حول ''مبدأ الحرية عند كانط''، لكن ظروف الكفاح والمسؤوليات الملقاة على عاتقه حالت دون إتمام الرسالة. يتقن عدّة لغات إلى جانب اللغة العربية وهي الفرنسية والألمانية والإنجليزية والسويدية واليونانية والسلافية وغيرها من اللغات الأوروبية، التي يصنّفها ضمن لغات العدو التي يجب تعلمها بإتقان. بعد الاستقلال تقلّد عدّة مناصب: مديرًا في وزارة الخارجية، فوزيرًا للتعليم الأصلي والشؤون الدينية ومستشارًا لرئيس الجمهورية، ثمّ أصبح مسؤولا في حزب جبهة التحرير مكلّفًا بتعميم استعمال اللغة الوطنية. ألّف العديد من الكتب وأسّس مجلة الأصالة وأسّس إلى جانب المجلس الإسلامي الأعلى، المجلس الأعلى للغة العربية وأكاديمية اللغة العربية. توفي، رحمة الله عليه، في 1992 م إثر مرض عضال.