ولد الولي الصّالح سيدي يحيى العيدلي، في منطقة آث عباس القريبة من منطقة اغيل علي، في حدود سنة 1391، وقد تربّى سيدي يحيى يتيمًا بعد أن تركه والده رفقة والدته ''يما ربيحة''، ذاهبًا إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحجّ ولم يعد بعدها. انتقل سيدي يحيى صغيرًا إلى منطقة ثامقرة رفقة والدته وقد تلقّى تعليمه ببجاية وتخرّج على يد علماء أجلاء، وكانت بجاية قد استضاءت بنور علومهم في عهد مجدها وسؤددها وتحول بذلك إلى عالم جليل في أمور الدّين والدنيا، صاحب علم وفير ومصدر علم غزير ومعلم كبير يأتيه طالبو العلم من كلّ حدب وصوب. تزوّج من سيّدة فاضلة من منطقة ثامقرة فأنجبت له 3 أولاد (الجودي، الواضح وبلقاسم والذي أنجب بدوره عليّ والمهدي). وانطلاقًا من أسماء أولاده سمّيت أحياء وعروش ثامقرة وذلك حسب تمركز سلالة أحد أبنائه مثلاً: آث الجودي، آث الواضح، آث علي أو بلقاسم، آث المهدي. عاش سيدي يحيى في أواخر حياته حياتًا صوفية، فقد اتّبع الطريقة الشاذلية الصوفية حيث قضي 14عامًا من حياته داخل مغارة ضيّقة تسمّى ''الخُلْوَة'' وتقع في أعلى الجبل الذي يقع فيه الحمام الذي يحمل اسم العالم الجليل (حمام سيدي يحيى العيدلي). توفي سيدي يحيى العيدلي سنة 881 ه الموفق ل1476م عن عمر قارب ال85 عامًا بقرية ثامقرة، وقد نصّبت له قبة موجودة إلى يومنا هذا، والتي تعرف باسم (ثقربت) والتي تحوّلت بعدها إلى مدرسة تسمّى زاوية سيدي يحيى العيدلي والتي لا تزال تنشط إلى يومنا هذا وتساهم في تنوير الإسلام، من خلال توجيهات رئيسها العالم الكبير والداعية الشيخ الطاهر آيت علجت حفظه الله وأطال في عمره. وقد ساهمت زاوية سيدي يحيى العيدلي خلال الفترة الاستعمارية في نشر الوعي وبثّ روح الحماسة والجهاد في أبناء المنطقة ككلّ إلى أن استقلت الجزائر، حيث تخرّج من هذه الزاوية علماء أجلاء أمثال: العلامة النابغة مولود قاسم نايت بلقاسم رحمه الله، الشيخ الطاهر آيت علجت (ابن المنطقة ورئيس الزاوية حاليًا)، الشيخ أبو عبد السّلام والدكتور قاهر محند الشّريف.