الحِلْم لغة: الأَناةُ والعقل، وجمعه: أَحْلام وحُلُومٌ، والحِلْم خلافُ الطَّيش. يقال: حَلُمْتُ عنه أحلُم، فأنا حليمٌ. واصطلاحًا: الطُّمَأْنِينَة عند سَوْرَة الغضب، وقيل: تأخير مكافأة الظَّالم. وردتْ آيات قرآنية كثيرة تشير إلى صفة الحِلْم، ووصف الله نفسه بالحِلْم، وسمَّى نفسه الحليم. ووردت آيات تدعو المسلمين إلى التَّحلِّي بهذا الخُلُق النَّبيل، وعدم المعاملة بالمثل ومقابلة الإساءة بالإساءة، والحثُّ على الدَّفع بالتي هي أحسن، والتَّرغيب في الصَّفح عن الأذى والعفو عن الإساءة. قال الله سبحانه وتعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاس وَاللَّهُ يُحِبُّ المحْسِنِينَ} آل عمران 331 431. قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاس} أي لا يعملون غضبهم في النّاس، بل يكفّون عنهم شرَّهم، ويحتسبون ذلك عند الله عزّ وجلّ. وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أنَّه قال: قال رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّم: ''التَّأنِّي مِن الله، والعجلة مِن الشَّيطان، وما أحدٌ أكثر معاذير مِن الله، وما مِن شيءٍ أحبُّ إلى الله مِن الحِلْم''. وللحِلم فوائد قيّمة، منها أنّ الحليم يفوز برضا الله وثوابه، وأنّ الحِلم دليل كمال العقل وسعة الصَّدر، وامتلاك النَّفس، وأنّه صفة مِن صفات الله سبحانه وتعالى، وهي مِن صفات أنبيائه، وأوليائه أيضًا، وأنّ الحليم له القوَّة في التَّحكُّم في انفعالاته.