وقع الطلاق وعليها أن تعتد في بيت زوجها وهو طلاق رجعي إن كانت التطليقة الأولى والثانية، ويجوز له إرجاعها ما دامت في العدّة وهي ثلاثة قروء ''ثلاثة أشهر تعدّها بالحيض أو الطهر''، وإن كانت حاملاً فعدّتها تنقضي بوضع حملها، أمّا إن لم يراجعها حتّى انقضت عدّتها، فلا بد من عقد جديد وإشهاد أهلها. وينبغي على المؤمن أن لا يؤدي به غضبه إلى ارتكاب أمور ربما ندم عليها بعد ذلك، وليسمع إلى هذه الآيات والأحاديث حتّى تكون مربيّة وضابطة للنّفس، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ × الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وقال أيضًا: {وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} آل عمران: .134 -133 وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رجلاً قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''أوصيني؟'' قال: ''لا تغضب''، فردّد مرارًا قال: ''لا تغضب'' أخرجه البخاري. وفي صحيح البخاري أيضًا من حديث سلمان بن صرد قال: ''استبّ رجلان عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ونحن عنده جلوس وأحدهما سبّ صاحبه مغضبًا قد احمر وجهه، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: ''أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم'' أخرجه البخاري. فقول الغاضب: أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم يدفع عنه غضبه وكذا الوضوء، كما جاء في حديث عطية بن سعد، فقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي وائل الصنعاني قال: ''كنا جلوسًا عند عروة بن محمد، إذ دخل عليه رجل فكلّمه بكلام أغضبه، فلمّا غضب قام ثم عاد إلينا وقد توضّأ، فقال ''حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد السعدي وقد كانت له صحبة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''إنّ الغضب من الشيطان وإنّ الشيطان خلق من النّار وإنّما تطفئ النّار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ'' رواه أحمد وأبو داود وهو ضعيف. وروى الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين عن أُبَي بن كعب أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال ''مَن سرّه أن يُشْرَف له البنيان وتُرفَع له الدرجات فليعْفُ عمّن ظلمه ويعط مَن حرمه ويصل من قطعه'' رواه الحاكم وصحّحه. وروى الإمام أحمد بن معاذ بن أنس عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن كظم غيظًا وهو قادر على أن ينقذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتّى يخيّره من أيّ الحور شاء'' أخرجه أحمد في مسنده وغيره وهو حديث حسن.