شهدت العديد من بلديات العاصمة حالة احتقان كبرى، خلال اليومين الفارطين، على خلفية الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، أين خرج سكان الأحياء التي مسّتها الأزمة للشارع وقاموا بقطع الطرق بالمتاريس وإضرام النيران بالعجلات المطاطية، في حين تطورت الأوضاع في بعض الأحياء إلى مشادات، انتهت بتكسير عشرات السيارات. شهد مساء أول أمس، الطريق الرابط بين بن طلحة وسيدي موسى اشتباكات عنيفة نشبت بين سكان 700 مسكن ببن طلحة ببلدية براقي بالعاصمة وعناصر الشرطة الذين تدخلوا لوقف الانتفاضة التي قام بها شباب الحي، على خلفية الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بالحي، حيث خرج سكان في وقفة احتجاجية في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا، تنديدا بالوضع الذي يعيشونه في ظل انقطاع التيار الكهربائي عنهم منذ يومين، وكذا قصد إيصال صوتهم إلى المسؤولين من أجل النظر في مشاكلهم. هذا وقد عرف الطريق انسدادا تاما بسبب تحوّل الوضع إلى مشادات بين مصالح الأمن والشباب الغاضب، وقد انتهت المواجهات بتحطيم عدد من سيارات الخواص، أين عبّر الغاضبون ل''الخبر'' أن الانقطاع المتكرر للكهرباء تحوّل إلى روتين يومي خاصة في الفترة المسائية التي تشهد انقطاعات يومية دفعت بالصائمين الإفطار على ضوء الشموع. ولذات السبب يواصل سكان حوش ''قاسطو'' غرب الرويبة احتجاجهم الذي دام ليومين، حيث خرج أكثر من 500 قاطن أول أمس بعد صلاة التراويح مباشرة وقاموا بقطع الطريق الوطني رقم 5، ووضعوا المتاريس بجميع الطرق التي تربطهم بالعاصمة وأضرموا النيران بالعجلات المطاطية، العملية التي عزلت المنطقة عن العاصمة ومنعت مستعملي الطريق من المرور. وقد تواصلت موجة الاحتجاج إلى غاية الأمس جراء عدم تدخّل شركة سونلغاز وتصليح العطب الذي تسبّب، حسبهم، في إتلاف جميع أجهزتهم الالكترومنزلية. كما خرج أمس، سكان حي السفاري ببئر خادم وقاطنو بعض الأحياء المجاورة للشارع، وقاموا بقطع الطريق الرابط بين بئر خادم وبئر التوتة جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي. وأكد الغاضبون على تصعيد لغتهم في حالة عدم انتهاء الأزمة وعودة التيار الكهربائي إلى منازلهم وأحيائهم. ومن جهة أخرى، تجمّعت قرابة 100 عائلة من واد سمار بعد أن انتهجت شركة سونلغاز سياسة المناوبة بين الأحياء، حيث أكد المحتجون أن هذه الشركة لجأت إلى هذه الطريقة جراء الضغط الكبير المسجل على المولد الكهربائي المخصص للحي، الأمر الذي لم يرض السكان الذين عاشوا لساعات طويلة في الظلام، أين لم يعد التيار الكهربائي للحي حسب السكان إلا بعد الساعة الثانية ليلا، حيث تدخّل أعوان الشركة في حدود الساعة العاشرة وقاموا بتجديد الكوابل التي قالوا أنها اهترأت وتسبّبت في وقوع الانقطاع. وفي ذات السياق عاشت بلدية بئر التوتة غرب العاصمة في الظلام مدة أربعة أيام ولم يعد التيار الكهربائي إلا بعد تجنّد سكان الحي الذين أحضروا كهربائيا قام بإعادة النور للأحياء بشكل مؤقت. ونفس الشيء يعيشه سكان حي المرجة ببرقي وسكان حي الديصولي بباش جراح.