تعيش جل بلديات ولاية الوادي، منذ يوم أمس، على وقع احتجاجات شعبية عارمة شارك فيها آلاف السكان الغاضبين على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في هذا الفصل الحار، الذي تجاوزت فيه درجات الحرارة حدود 50 درجة مئاوية الوضع المذكور أدى إلى توقف كلي للحياة ب10 بلديات تقريبا، شلت جميع الطرق المؤدية لها، بحيث قطع الطريق الوطني رقم 48 المؤدي إلى ولاية بسكرة والطريق الوطني رقم 16 المؤدي إلى ولاية تبسة، ومنع العمال والموظفين من الالتحاق بمناصب عملهم، بسبب توقف حركة المرور وتوقف أصحاب الحافلات والنقل الحضري على العمل، بعدما انتشر آلاف الشباب في جميع الشوارع، وهددوا كل صاحب مركبة بالحرق في حال تجاوز الحواجز، وساد جو من الغليان الشعبي نتيجة هذه الانقطاعات غير المبرمجة سيما في وقت القيلولة. وفي الجهة الجنوبية من الولاية، خرج آلاف من سكان بلدية البياضة للطريق الولائي، وساروا في مسيرة حاشدة صوب مقر البلدية، أين أضرموا فيها النيران بداخل العجلات المطاطية، وهذا لإيصال غضبهم للمسؤولين المحليين بقصد دفعهم إلى التحرك وتخليصهم من أزمة الانقطاعات المتكررة في الكهرباء. المحتجون رددوا شعارات تطالب بالكرامة والحق في العيش الكريم وضمان التزود بالطاقة الكهربائية في هذه الولاية الصحراوية التي تجاوزت فيها درجة الحرارة حدود 50 درجة مئاوية. وبات الوضع، حسب حديث بعض السكان ل “الفجر”، لا يطاق بحيث نقل هؤلاء في اتصالات متكررة ب “الفجر” أن الوضع لا يطاق خاصة وأن التيار الكهربائي لا يستمر لأكثر من 15 ساعة فقط وهو ما يعرض أجهزتهم الكهرومزلية للتلف ويعرض حياة أبنائهم ومرضاهم للموت والهلاك في هذه البيئة الصحراوية وقام هؤلاء بوضع المتاريس في الطريق الولائي وإشعال النيران في العجلات المطاطية غضبا عن هذا الوضع المتردي. موازاة مع ذلك، خرج أيضا العشرات من سكان الأحياء الجنوبية عند مدخل حي لبامة للطريق الولائي وقاموا بغلقه وإضرام النيران في العجلات المطاطية مانعين السيارات من السير عبر هذا الطريق ومطالبين بتدخل عاجل للسلطات المعنية قصد إخراجهم من هذه الأزمة . وحسب مصادر “الفجر”، فإن الاحتجاجات شملت 10 بلديات هي الدبيلة، كونين، تغزوت، الطريفاوي، سيدي عون، المقرن، قمار، البياضة ورماس وحاسي خليفة، هذه الأخيرة حاصر فيها السكان الوحدة الفرعية لمصالح سونلغاز ومنعوا عمالها من الخروج ووضعوهم كرهائن إلى غاية إرجاع الكهرباء لمنازلهم وضمان التغطية الكهربائية الكاملة والمستمرة. هذا وأعلنت مصالح الأمن الطوارئ في كافة أرجاء الولاية خوفا من انفلات الوضع، خاصة وأن الغضب الشعبي شارك فيه الآلاف من الشباب والسكان الساخطين والمحتجين على هذا الوضع خاصة وأن درجات الحرارة تجاوزت 50 درجة مئاوية وعشرات الآلاف الكهرومنزلية أتلفت بسبب الانقطاعات المتكررة. يذكر أن مديرية سونلغاز عرفت إجراءات أمنية مشددة بعد تهديد آلاف من السكان بالزحف نحوها لإيصال معاناتهم للسلطات الولائية التي طالبوها بتدخل عاجل لإخراجهم من هذه الأزمة الحادة التي يتخبطون فيها.